ع. الرزاق بوتمزار

في تطوّرات مثيرة تؤشّر على أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد ربما تقديمه أمام القضاء الإسباني، أكّدت الخارجية الإسبانية أن زعيم “البوليساريو”، الذي وجّهت له جمعيات حقوقية في هذا البلد الإيبيري تُهماً خطيرة، ليس آخرها الاغتصاب، دخلْ لإسبانيا “مْخبّي” باسم “جزائري” في شخص “محمد بنربطّوش”، بتغطية من الجزائر، التي تغرق يوما بعد يوم في وحل “جمهورية الوهم”، التي ورّطت نفسها في تبنّي أطروحتها البالية.

وفسّر متتبعون إسبان ودوليون “تماطل” السّلطات الإسبانية في إعلان وجود المسمّى “إبراهيم غ.”، الذي صار ، بـ”دْغانيشْ” حكّام الجزائر، إذ شمّ المهتمّون بهذا الملفّ “الثقيل” رائحة تواطؤ لإخفاء هوية شخص لا هوية له، إذ يمكن، في لحظة، أن يصير “محمد بن بطّوش” (الجزائري).. لكنّ المنظمات الحقوقية في إسبانيا “رصدت” المسمّى “إبراهيم غ.”، الذي تتابعه أمام قضاء بلدها في قضايا أبرزها القتل والاغتصاب وأخرى..

وكشفت جريدة صحيفة “elnoticiario” الإسبانية أن “إبراهيم غالي” نُقل إلى مستشفى في بلدة “لوغرونيو”، قرب سرقسطة، باسم “مستعار”، وهو يعاني من صعوبات شديدة في التنفّس.

وتابعت الصحيفة أن غالي يوجد في التراب الإسباني قصد العلاج، إذ أدخل المستشفى بجواز سفر دبلوماسي جزائري يحمل اسم “محمد بن بطّوش”، مبرزة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون جعل عددا من الأطباء الجزائريين “رهن تصرف” غالي.

وأشرفت على النقل الطبي من تندوف إلى إسبانيا، بحسب مصادر إعلام إسبانية، “السلطات العليا في الجزائر”، التي بدأت الاتصالات الرسمية مع نظيرتها الإسبانية للحصول على الضوء الأخضر والسماح لإبراهيم غالي بتلقّي العلاج في وحدة متخصصة في مستشفى لوغرونيو.

وبغضّ النظر عن مرضه (سرطان معدة أو كوفيد) فإن ما يهمّنا في القضية هو كون المهجرين بالأمر دخل باسم غير اسمه وبصفة غير صفاه، وبهوية ليست هويته. ثم لماذا تتحمل الجزائر تكاليف علاجه كلها، أي ما يعادل 5 آلاف يورو يوميا، دون احتساب تكاليف السّفر في طائرة طبية قد تصل تكلفتها إلى 40 ألف يورو عن كل رحلة بدعم من فريق طبي مختصّ، في وقت يعاني فيه الجزائريين من وطأة الأزمة المالية التي تخنق البلاد.

رغم أن وكالة وكالة أنباء الجبهة نفت وجود زعيمها “الجزائري” في الأراضي الإسبانية. فإنه يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تطوّرات “مثيرة”، إذ يُنتظر أن يحرّك القضاء الإسباني المسطرة في حقّ هذا الشخص الذي دخل الأراضي الإسبانية منتحلا اسما وصِفةً ليسا له…

القضية فيها إنّ، إذن، وصيّاد النّعام يْلقاها يلقاها.. فليس هناك تفسير لكون الزعيم يتلقى العلاج في إسبانيا ابسم مستعار خوفا من الاعتقال..

فمعروف أن المحاكم الإسبانية كانت قد وجّهت لإبراهيم غالي تهما عديدة، منها الاغتصاب والتعذيب وجرائم الحرب، منذ 2008، تاريخ رفع دعوى قضائية ضده من قبَل ضحايا وأعضاء “الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان” ضد 25 عضوا من جبهة البوليساريو وثلاثة ضباط في الجيش الجزائري بتُهم “الاغتيال والعنف والاعتقال القسري والإرهاب والتعذيب والاختفاء”.

وفي هذا السياق أصدر القاضي بابلو روز (في 2013) مذكرة قضائية وجّهت الاتهام رسميا لإبراهيم غالي، لكنّ زعيم البوليساريو، الذي كان آنئذ في الجزائر، لم يمتثل للدّعوى، إلى أن تولّى منصب زعيم الجبهة بعد وفاة محمد عبد العزيز، دون أن تسقط الدّعوى في حقه إلى الآن.

وظلّت الدعوى، في “ظروف غامضة”، معلقة ولم تلق أية استجابة من المتهمين للمثول أمام العدالة الإسبانية، رغم أن قاضي التحقيق المكلف بهذه القضية (غورتال بارسينا) حكم في 2012 بقبول الدعوى القضائية المتعلقة بالإبادة الجماعية المقدمة ضد قياديي البوليساريو.

هادشّي فّشي شكّل أسّي.. “بْطّوشْ”، أمّا واحْد تبّون بلا ما نهضرو عْليه، عْرفناه “خارْج التغطية”. ومحال واش عارْف باللي “بطّوش” لم يُنقل إلى  إسبانيا، بهوية مزورة، إلا بعدما ‏رفضت ألمانيا استقباله، ليتم نقله (على وجه السرعة) من مستشفى “عين النعجة” في الجزائر إلى مستشفى “لوغرونيو” في إسبانيا باسم “محمد بن بطوش” لتمويه القضاء الإسباني.

ونزيدكْ، أسّي تبّون، أنبزَاف ديال الجمعيات الحقوقية المساندة للضحايا تضغط على الحكومة الإسبانية من أجل اتباع الإجراءات اللازمة ضد المتورّطين في هذه الجرائم التي ارتُكبت ضد مواطنين ولدوا في إسبانيا”. كما أنه، بناء على مقتضيات القانون الجنائي الإسباني، فإن هذا النوع من الجرائم لا يسقط بالتقادم.. وا فكّها دابا يا مْن… يصيدْ النّعامْ…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *