*محمد شوكي
 
هناك خطاب يتم ترويجه بَعِيد كل البعد عن العمل السياسي النبيل، ينهل من شعبوية مقيتة، تُغلب الجانب الانتخابوي على مصلحة المواطن..
 
هذا الخطاب، يحاول أصحابه تصوير الواقع، على أنه شبيه ب”نهر تجمعت فيه الرواسب والحمولات من كل جانب وتوقف جريان المياه”..، هكذا بكل بساطة وسطحية.! بدون العمل واقتراح السبل لإزالة الرواسب من أجل السماح ل”المياه بالجريان”.
 
إن كان هذا الخطاب مبررا ومقبولا من طرف المواطن الذي يعيش معاناة ضيق العيش والآفق، إلا أنه غير مبرر بالنسبة للفاعل السياسي والأحزاب التي يُنتظر منها البحث واقتراح الحلول للمشاكل وقضايا الناس الاجتماعية والاقتصادية..
 
وعندما يسقطون وينحطون أكثر في خطابهم، يقومون بتجريده من كل الأخلاقيات بالسب والشتم..، وهو ما لا يدخل في إطار مفاهيم الديمقراطية والاختلاف والحوار، والأهم تقديم المنفعة العامة..!
 
مؤخرا مثلا بإقليم بولمان، بدأت تعود هكذا خطابات مع قرب الاستحقاقات الانتخابية، كما لو أنها الغاية في حد ذاتها، باعتماد أحد الأحزاب لخطاب القبيلة والتفريق والعنصرية بين أبناء الجماعة الواحدة، افريطيسة، بدل تبني خطاب مبني على البرامج والمشاريع التي على أساسها، سَتتأسس اختيارات المواطن يوم الاقتراع.
 
خِتاما، أود التأكيد على أن يوم الاقتراع الذي لأجله، تُنْثَرُ هكذا خطابات شعبوية ولا أخلاقية وسب وشتم، ما هو إلا مجرد نتيجة ومحصلة لعمل دائم ومستمر في التأطير والترافع لأجل قضايا الناس، وأنه لا سياسة بدون أخلاق والتجمع الوطني للأحرار أخلاق وقيم قبل كل شيء.
*قيادي تجمعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *