ع. الرزاق بوتمزار

بعد مرور ستة أيام على قرار “الحظر الليلي” الذي أقرّته السلطات، لم يكد يمرَّ يوم واحد دون أن نسمع عن أشخاص يخرجون، في هذه المدينة أو تلك، من أجل.. إقامة صلاة التراويح، بل وصار بعضهم الآن يخرجون من أجل “الاحتجاج”!

والحقيقة أنّي طوال هذه الستة أيام، وأنا في معزلي الاختياري حيث أخط هذه السطور الآن، لم تمرّ ليلة واحدة دون أن أسمع “لغطا وهرجا” في الخارج، ما يعني بالنسبة إلي أنه ليس هناك حظر ليلي ولا هم يحزنون.. أو لأقل إنه حظر “مخفّف”، فلا أظنّ أن كلّ هذه الأصوات، التي تأتيني من كل الجهات، في هذه الحومة الشعبية وكلّ سائقي السّيارات والدراجات، التي يصلني هديرها من حين إلى آخر، يحمل سائقوها وثائق استثنائية تسمح لهم بالتنقل في هذه الفترة الليلية، “المحظور” خلالها التنقل. كما لم أعاين، طوال هذه الأيام الستة، مرور دورية أمن، كما كان يحدث في الحظر السابق..  

والأنكى أنه في “زواغة” في فاس، دأب البعض، طوال أربعة أيام، على إقامة صلاة الترراويح في الخارج، في ساحة قرب مسجد، فيما عناصر الأمن والقوات العمومية على أعصابها، تراقب هذا الوضع الشاذّ، محاولة ما أمكن تجنّب أي احتكاك مع هؤلاء الخارجين..  عن القانون، والذين كان يتم إيقاف بعضهم! ولم يسجّل تدخّل مباشر السّلطات إلا في اليوم الخامس والسادس (الأحد والاثنين) ليتم وضع حد لهذا التسيّب، إذ أُجبر “القوم” على تفريق “الجقلّة” والعودة من حيث أتوا.. 

في مراكش، حيث ظلت بعض المجموعات تروج، بإصرار مُحيّر، “إشاعات” (لغرض يعلمه أصحاب هذه الصفحات) مفادها أن السّلطات تدرس إمكان “مراجعة” القرار الحكومي، وربما السّماح بإقامة التراويح في المساجد. ورغم أن الواقع والمنطق يقولان إن الأمرَغير ممكن، فقد ظلّ “أدمينات” هذه الصفحات والمجموعات على “إدمانهم” العودة من حين إلى آخر لترويج الإشاعات ذاتها.. وحتى بعد تداول منشور  يؤكد، نقلا عن مصدر حكومي، أنه لن تكون هناك أية “مراجَعة” لقرار الحظر، ظل أصحابنا على تشبّثهم بترويج وهْم إمكان “التراجع” عن حظر التنقل الليلي..

والليلة (الأحد -الاثنين) شهدت منطقة سيدي يوسف بن علي حالة استنفار، بعد اقدام عشرات (القاصرين والمراهقين) على خرق حظر التجول بدعوى “الاحتجاج” على قرار الإغلاق وحظر التنقل الليلي في رمضان، قبل أن يقع المحظور ويتطور “الاحتجاج” إلى أعمال “غير مقبولة” بإضرام النار في إطارات مطاطية، ليتدخل الأمن بصرامة ويتمّ فضّ “المجمع”، بعدما استنفر الوضع مختلف مصالح الأمن، إذ خرج والي الأمن بنفسه ورئيس المنطقة الأمنية ورجال السلطات المحلية، لتتليتم تفريق “المحتجّين”، الذين تم إلقاء القبض على أزيد من عشرة “قاصرين” منهم، الذين لن يُخلى سبيلهم، في الغالب، إلا بعد حضور ذويهم وتحرير محاضر رسمية بالواقعة ويوقّعوا “التزامات” بمنع أبنائهم من العودة لخرق الحظر مجددا..

رجال إطفاء في خنيفرة يخمدون نيرانا أضرموا مراهقون في عجلات مطاطية

وفي خنيفرة، نزل قاصرون أيضا إلى ساحة أحد أحياء المدينة وأضرموا النار في عجلات مطاطية، قبل أن يتم تطويق المكان وتشتيت المراهقين وإطفاء الحرائق التي خلّفوها..

وستلاحظون أن كلمة “قاصرين” ومرادفاتها ذُكرت كثيرا في هذه السطور.. فتُرى، من يدفع هؤلاء “القاصرين” إلى واجهة مخاطرة غير مأمونة العواقب؟ وما غايات هؤلاء من إثارة “فتنة” -لا قدّر الله- نحن في غنى عنها وعن.. صلاة التراويح في المساجد، ولو كره “العدل” و”الإحسان”!؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *