*محمد البقالي  

ما يحدث في فيينا ليس مجرد مفاوضات بين إيران والقوى الكبرى ولكنْ أيضا دروس في فنون الدبلوماسية! 

-في اللحظة التي تقدمت فيها المفاوضات بين إيران وبقية الأطراف الأسبوع الماضي وظن الجميع أن التوصل إلى حلّ أصبح قاب قوسين أو أدنى، تلقت إيران ضربة أمنية موجعة في قلب منشأتها النووية في نطانز، تفجير لا يعرف مداه اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراءه. 

القاعدة الأولى: وأنت تبحث عن السلام لا تنس الاستعداد للحرب! 

-الضربة موجعة لإيران، لكنها قللت أهميتها ولم تكشف خسائرها. وللرد عليها أعلنت رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ستين في المائة، أي أنها اقتربت من نسبة 90% التي تمكنها من تصنيع السلاح النووي، في تحدّ واضح لمن نفذ الضربة ولمن شجعه أو صمت عنه.. وهي في ذلك تستثمر حالة “المظلومية” لمصلحتها. 

القاعدة الثانية: عندما تتلقى ضربة موجعة، لا تصرخ! سيشمت بك الأعداء! استثمرها! وثمة دائما طريقة! 

-الأوربيون نددوا وغضبوا وصرخوا لكنهم جاؤوا الى فيينا للتفاوض، وبينما هم يصدرون البيانات ضد إيران، كان ممثلوهم يجلسون مع ممثلي الإيرانيين للتفاوض. 

(القاعدة الرابعة: الدول لا تتعامل بالعواطف. حسابات السياسة تحتاج كثيرا من البرود والهدوء!

-ترغب إيران بشدة في التوصل الى اتفاق ينهي العقوبات الاقتصادية عليها لأنها أنهكتها اقتصاديا، لكن رئيس وفدها المفاوض يقول “سننسحب من المفاوضات إذا تبين لنا أنها مضيعة للوقت”! وقد يعلن فعلا انسحابه، لكن ذلك كله مناورة لتحسين الموقع التفاوضي. 

( القاعدة الخامسة: التهدئة ليست دائما سبيل السلام! التصعيد يكون أكثر فعالية إذا أحسنت استعماله). 

-بعد كل هذا الضجيج خرج الجميع ليقول إن المفاوضات ايجابية. دون ان يوضحوا ما هي هذه الإيجابية. معظم التصريحات صدرت في تويتر! 

(القاعدة السادسة: الفعل الدبلوماسي لا بد له “قول دبلوماسي”، هي التي نسميها اللغة الدبلوماسية. هي شبيهة بلغة الخشب، لكنها فعالة في إلهاء الصحافيين والباحثين والرأي العام تجنبا لإعلان الفشل.

-هذه الدول التي تتفاوض مع إيران كلها دول نووية. ولكنها تمنع ايران من الحصول على السلاح النووي بحجة منع انتشار السلاح النووي … 

القاعدة السابعة: السيف أصدق  إنباء من الكتب! من يملك مصادر القوة يستطيع أن يحدد القواعد!

*مبعوث الجزيرة إلى فيينا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *