ع. الرزاق بوتمزّار

“رغم الرياح والأمطار المتساقطة صلى الناس العشاء والتراويح في باحات بعض المساجد في مدينة فاس، مستنكرين قرار غلق المساجد ومصادرة حقّ من حقوقهم التعبدية، خاصة وهم يرون كل ذلك الزحام بالنهار سمح لهم به، ولكنّ عباداتهم يحرمون منها، زد على ذلك ما يرونه في بلدان الجوار وقد سمح لهم بالصلاة، وأكبرها دول الكفر تمدد وقت الحظر ليسمحوا للمسلمين أن يؤدوا التراويح!”..

منقول

هذه العبارة “المنقولة” نموذج لما يروج في عالم الافتراض، وتعكس “انشغالات” فئات عريضة من فئات “الشّعب” الفيسبوكي الذي ينسخ ويلصق ما يعرف وما لا يعرف، ما يتوقّف لقرأه أو ليقرأ ما بين سطوره وما لا يقرأ فيه حتى الحرْف الأول. فالمهمّ هو “الپارطاج” والإسهام في صناعة الرأي العامّ الـ… الفيسبوكي!

كأنّ أهمّ ما يهمّ الشعب المغربي، الذي صار الكل يتحدّثون باسمه كيفما شاؤوا ووقتما شاؤوا، أنْ يصلّي صلاة المغرب، لا، ليس المغرب، صلاة العشاء، لا، لا.. ليستة صلاة العشاء، صلاة التّراويح..  الشعبُ يريد أن يصلي التراويح في “بيت الله”، فالشّهر رمضانْ ولا يمكن.. “مصادرة حقّ من حقوقهم التعبّدية”!

وا تّا نوضْ، أش مْن شعب وإش من صلاة التراويح؟ الشعبْ راه شاغْلاه حْوايج أخرى من غير هادشي اللي مْبرزطك انتَ..

من مساوئ منصّات التواصل هذا التوجيه الخاطئ (المخطّئ؟) لبوصلة  الرأي العامّ، الافتراضي على الأقلّ، نحو مواضيع ربما لا تهمّ في شيء كثيرين ممن يُجمعون في “الشعب”، هذه الكلمة التي صار الكل “تيشيّرو بها”، بلا حسيب ولا رقيب،  في كل الاتجاهات.   

لكَم تمنّيت لو تم توجيه هذا “الشّعب” (مثلا) إلى مناقشة موضوع  بتعميم الحماية الاجتماعية على جميع المغاربة، على “الشّعب”، الذي يريد… أن يصلي التراويح في المساجد! 

مصلّو تراويح مرّوا من هنا.. (طنجة)

ترى، ماذا لو ناقش “الشعب” هذا الحق الدستوري، الحماية الاجتماعية، هذا الورش الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المفصلي، بغضّ النظر عن “موت السياسة”، إن جاز التعبير، ما دامت كل الأوراش ذات المصداقية تكون بمبادرات ملكية.. والحقيقة أنني فوجئت بهذا الاهتمام الجماهيري الفيسبوكي الموجّه نحو رفع العقيرة بالصراخ، في جدران الافتراض، من فيسبوك إلى تويتر وواتساپ (واخّا ما عنديشّ) وهلمّ، بالحقّ في… صلاة التراويح في المساجد!

كنت لأفرح لو ناقش “الشعب” الفيسبوكي العظيم موقع الأحزاب السياسية، ومنها الحزب الذي يترأس الحَكومة، هذا المشروع الفارق، الذي وصفه تقرير في منبر “برّاني” بأنه “أضخم مشروع اجتماعي في تاريخ المغرب الحديث” من تنزيل هذا الورش. لو تمّت مطارحة الخطوات الإجرائية الكفيلة بـ”تصريف” الميزانية الضّخمة في الهدف الذي رُصدت له فعلا، وليس تصريفها بالطريقة المْعلومة، والشّعب يريد… أن يصلي التراويح في المساجد!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *