*أحمد الدافري

التعبد أمر جميل وراقٍ.. وإن أسمى أنواع التعبد هو التأمل في ما خلقه الخالق في هذا الكون الشاسع، الذي لا يمكن إدراك حدوده، والتمعن في الحكمة التي من ورائها وُجٍدنا في هذا الوجود، بين أرجاء فضاء يعج بالكائنات، ووفق هندسة ربانية يعجز العقل عن فهمها..

فكلما ارتقى بنا التعبد إلى التأمل العميق، كلما لامسنا العبادة الناجعة التي تساعدنا على تهذيب الروح، وتشذيب الفكر، وتطهير النفس، وفعل الخير، وترويض العقل..

ولعل هذا النوع من التعبد لا يمكن أن يبلغه إلا من بذل جهدا للتغلب على الأهواء المادية والنزعات الغريزية.. وأول هذه الأهواء والنزعات التي يحتاج المتعبد للتغلب عليها، هي أهواء الشر ونزعات العنف..

اليوم، بعد أن لاحت خيوط الفجر، وأنا أحاول أن أبحث عن شيء في الآنترنت أجد فيه زادا لذهني، وجدت فيديو يظهر فيه حشد من الناس.

حشد لعل معظمه من أطفال وشبان، من مدينة المضيق في الشمال المغربي، وقد خرجوا أمس ليلا في مسيرة يجوبون الشوارع، ويصيحون مطالبين بفتح المساجد من أجل صلاة التراويح

رأيي المتواضع في هذا الحدث الذي وقع أمس، أن مدينة المضيق التي لدي بها علاقة وطيدة أنا وأسرتي الصغيرة، هي في حاجة إلى منتخبين محليين ومسؤولين إداريين ونخبة مثقفة، قادرين على تغيير وعي الساكنة، وتوفير الظروف داخلها للعيش في سكينة واطمئنان، كي تصبح عصية على التلاعب الذهني والتسخير الإيديولوجي..

لاشك أن مسيرة الفنيدق تعكس فهم ضيق لعدة أمور لعل من أهمها، أن العبادات جاءت لإنقاذ الناس من شر السقوط في المهلكات.

فاللهم اعطنا من لدنك رحمة، وزدنا من نورك علما، وقنا من ظلام الجهل.. وهذا ما كان.

*خبير في التواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *