الرباط: le12.ma

 

في إطار العلاقات الممتازة التي تجمع جمهورية كولومبيا و المملكة المغربية، عقدت وزيرة الشؤون الخارجية الكولومبية كلاوديا بلوم، و وزير الشؤون الخارجية و التعاون الافريقي و المغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اجتماع عمل افتراضي عن بعد، اليوم الثلاثاء 6 أبريل 2021، تبادل خلاله الطرفان وجهات النظر حول العلاقات الاستراتيجية و النموذجية التي تجمع البلدين، كما تدارسا آفاق تطوير العلاقات الثنائية.

هذا الاجتماع كان أيضا فرصة لتجديد التأكيد على الإرادة المشتركة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و الرئيس الكولومبي السيد إيفان دوك في الاستمرار في تعزيز الشراكة المتعددة الأبعاد التي تجمع البلدين، لاسيما فيما يتعلق بالتعاون جنوب جنوب.

وأشاد الطرفان بالدينامية الإيجابية التي تعرفها العلاقات المغربية الكولومبية، على المستوى السياسي و الاقتصادي و الثقافي، وهي الدينامية التي تترجم في الحوار السياسي البناء و السلس، القائم على تقارب وجهات النظر تجاه مختلف القضايا الاقليمية و الدولية، كما رحب الطرفان بمستوى النقاش و التبادل الذي ميز الدورة الثالثة للحوار السياسي المغرب كولومبيا و الذي عقد في 14 فبراير 2020.

واتفق الطرفان على ضرورة متابعة تطوير هذه الدينامية الإيجابية في التعاون القطاعي المتنوع و النافع، بين بوغوتا و الرباط، وهو ما سبق التفاهم بشأنه خلال الدورة الثانية للجنة المختلطة التي عقدت في الرباط يوم 13 فبراير 2020، واختتمت بإطلاق برامج تعاون في المجالات ذات الأولوية كالفلاحة و السياحة و الصناعة التقليدية و الثقافة و الرياضة و الأمن.

وأطلع ناصر بوريطة نظيره الكولومبي على التطورات الأخيرة المتعلقة بملف القضية الوطنية و لاسيما فيما يخص المبادرة المغربية للحكم الذاتي في منطقة الصحراء و التي تقدم بها المغرب سنة 2007، و من جانبها شددت السيدة الوزيرة كلاوديا بلوم على أن الجهود الجدية التي يبذلها المغرب في سبيل التوصل إلى حل سياسي، عملي، واقعي و دائم لهذا النزاع  ضمن إطار العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بشكل حصري، قد حظيت باعتراف مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في عدة قرارات؛ وفي هذا الإطار أكدت السيدة الوزيرة على أهمية المبادرة المغربية في التوصل إلى حل سياسي واقعي، دائم ومبني على التزام جميع الأطراف، ضمن السيادة المغربية، لأجل إنهاء هذا النزاع الذي يشكل مسألة حيوية بالنسبة للمغرب.

فيما يخص الأزمة الفنزويلية، أشاد ناصر بوريطة بالجهود التي تبذلها كولومبيا من أجل التخفيف من آثار الازمة الانسانية التي تسببت فيها موجات اللاجئين الفينزويليين، مشيرا إلى أن كولومبيا و المغرب تتقاسمان نفس الرؤية فيما يتعلق بسياسة الهجرة، التي تضمن حقوق و كرامة المهاجرين، وفي هذا الإطار شدد الوزير المغربي على أهمية إعلان الحكومة الكولومبية لمنح الحماية اللاجئين الفنزويليين.

وعبر ناصر بوريطة عن دعم المغرب لسياسة “السلم و الشرعية” التي يقودها فخامة الرئيس الكولومبي إيفان دوك ماركيز بالاضافة إلى دعم المملكة لكل الخطوات الرامية إلى تعزيز و حفظ الاستقرار والتي تقوم بها كولومبيا في إطار تنزيل اتفاقات السلام.

وأكد الوزيران على أهمية التنسيق داخل المنظمات الاقليمية و الدولية، من خلال التعاون المشترك و الفعال في المنتديات الدولية التي ينشط داخلها البلدان.

و شدد ناصر بوريطة على التزام المغرب باعتباره عضوا ملاحظا في مجموعة دول الأنديز و في تحالف المحيط الهادي، بمواصلة التعاون النشيط و الفعال مع كولومبيا، في إطار اتفاقات الشراكة التي تجمعها مع المنظمات الإقليمية، ونوه السيد الوزير بالعمل الذي تقوم به كولومبيا كرئيسة حالية لهاتين الهيئتين.

كما شددا الطرفان على ضرورة مضاعفة و توحيد الجهود على مستوى القارتين، لأجل دعم الاستجابة الانسانية في مواجهة جائحة كورونا، و باقي التحديات المشتركة الأخرى، مثل الجريمة المنظمة، تهريب المخدرات، الفساد، الهجرة و التغير المناخي.

وخلال هذا الاجتماع الافتراضي، ترجم الوزيران إرادتهما المشتركة لتعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات ذات المصلحة المشتركة، عبر التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الثنائية:

– حذف تأشيرة الإقامة قصيرة الأجل بالنسبة للمواطنين المغاربة و الكولومبيين الحاملين لجواز سفر عادي؛

– اتفاق حول الخدمات الجوية؛

– مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال مكافحة المخدرات؛

– مذكرة تفاهم بين وكالة التعاون الدولي المغربية و الوكالة الرئاسية الكولومبية للتعاون الدولي

و جددت وزيرة الشؤون الخارجية الكولومبية كلاوديا بلوم، دعوتها لنظيرها المغربي السيد ناصر بوريطة للقيام بزيارة عمل و صداقة إلى كولومبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *