Le12 -عبدو المراكشي

تناول البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في كلية الطب والصيدلة في الرباط، مستجدّات الوضعية الوبائية لفيروس كورونا في المغرب، قائلا إنها شبه مستقرة، كنتيجة للآثار الإيجابية لتلقيح فئات واسعة كانت معرّضة لتطوير الحالات الحرجة، مضيقا أن هذا يؤدي إلى الإحساس بالأمان لدى عموم المواطنين، وهم يرون أنّ الوفيات تراجعت وأن المنظومة الصحية تستحمل عدد المصابين.

وكتب البروفيسور الإبراهيمي، في تدوينة في “فيسبوك”، أن الحالة الجينومية لسلالات الفيروس الموجودة في المغرب تدعوإلى مزيد من الحذر، مشدّدا على أن مكمن الخطر هو تفشي السلالات المتحوّرة من الفيروس التاجي.

وقدم الإبراهيمي بعض نتائج بحث قيد النشر، باستعمال أداة التسلسل الجينومي للمقارنة بين انتشار سلالات كورونا في المغرب والإجراء ات المتخذة لمواجهة الجائحة، ويمكن تلخيص أهم استنتاجات بحث الإبراهيمي في النقط التالية:

1- تحليل جينوم أول سلالة بريطانية دخلت المغرب في يناير الماضي مكّن من تتبع انتشارها ورغم صعوبة تحديد نسبة السلالات البريطانية بالضبط، فكل المؤشرات توحي تجاوزها لعتبة 15 في المئة وبداية انتشارها الأسي. هذه السلالة ستسود في المغرب في ظرف أسابيع، وأخطر ما فيه انتشارها السريع وإصابتها للعديدين ما قد يؤدي إلى ضغط جديد على منظومتنا الصحية، وأن نستمر في التلقيح تحت ضغط الوباء المتحور؛

2- بعد تحليل التسلسل الجينومي للسلالات التي ظهرت بالداخلة والذي قام به مختبرنا بتعاون مع المعهد الصحي والذي أثبت أن الأمر يتعلق بالسلالة البريطانية… ويمكن أن نحسم بأن هذه السلالة التي وصلت إلى أبعد نقطة بالمغرب والمتميزة بكثافة سكانية قليلة، حتما توجد في كل مناطق المغرب وجهاته؛

3- ظهور 25 طفرة، وليس “سلالة”، مغربية، وقد كنا نحث دائما على أن تكاثر الفيروس يؤدي حتما إلى ظهور طفرات محلية تنتج تلقائيا بوجود الظروف الجينية لتطورها؛

4-هكذا، يمكن تصنيف السلالة التي ظهرت لأول مرةفي ورزازات كسلالة جينومية مغربية مائة في المائة في انتظار تحديد خاصيتها البيولوجية؛

5- يثبت هذا العمل البحثي 28 سلالة جديدة في المغرب وعلى الخصوص السلالة النيجيرية الحاملة للطفرة 484، مع عدم ظهور أية سلالة جنوب إفريقية في لمغرب حتى الآن.

وكتشخيص في الوقت الراهن، يتابع الإبراهيمي، يمكن أن نقول إن الوضع شبه مستقر وبائيا ومقلق جينوميا وإننا ما زلنا نحتفظ على الأقل بشهر وراء أوروبا من الناحية الوبائية الجينومية… ما يدعو إلى كثير من الحذر  وقليل من المجازفة في هذه المرحلة المفصلية في مواجهة الجائحة، خصوصا أن عمليتنا التلقيحية لم تنته بعد وما زالت تحت رحمة السوق الدولية للقاحات.

وقدم البروفيسور الإبراهيمي مجموعة من المقترحات للخروج من أزمة كورونا، عبر جدولة زمنية تماشيا مع توقيت أخذ قرارات تمديد حالة الطوارئ الصحية في المغرب، والذي يصادف العاشر من كل شهر ولمدة أربعة أسابيع. واقترح في هذا الإطار ما يلي:

1 – العاشر من أبريل: في الحقيقة و من الناحية العلمية، لا أرى كيف يمكن أن نغير الإجراءات الحالية.. فكما أنني لا أرى سببا لتشديدها، لا أرى ربحا في تخفيفها، ما سيؤدي حتما إلى حركية أكبر و مجازفة لا أرى منفعة منها؛

2- العاشر من ماي: في ظل استقرار للأرقام والمعطيات وبعد عيد الفطر الفضيل، يمكن أن نخفف كثيرا من القيود. ففي ميدان التعليم يمكن أن تكون جميع الامتحانات الاستشهادية حضوريا… ويمكن فتح المقاهي والمطاعم مدة زمنية أطول والسماح بالتجمعات بأعداد معقولة؛

3 ــ العاشرمن يونيو: بعد تقييم الرفع من الحركية خلال المرحلة السابقة، يمكن أن نرفع من عدد المتجمعين في الأماكن العمومية والخاصة وتمديد ساعات فتح المقاهي والمطاعم وعودة المتفرجين إلى الملاعب و قاعات السينما، والعودة لإحياء بعض المناسبات؛

4 ــ العاشرمن يوليوز: رفع ما تبقى من القيود والترخيص لعيد الأضحى المبارك وطنيا واستقبال مغاربة العالم، ورفع قيود التنقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *