رئاسة التحرير 
أن يُطلَق إسم شخصية عمومية على فوج من خرّيجي مؤسسة أكاديمية مثل المعهد العالي للصحافة والإعلام في الدار البيضاء تقليدٌ درجت عليه، مثل غيرها من معاهد وجامعات ومؤسّسات في كل بقاع العالم، لكنْ فجأةً صار “حرامْ” وكثر بشأنه لغط اللاغطين، يقودهم، كما في كل مرة، الذباب الإلكتروني للـ”بيجيدي”.
فجأة، إذن، ولأنّ إدارة المعهد العالي للإعلام والاتصال، ارتأت هذه السنة إطلاق إسم عزيز أخنوش على فوج متخرّجيها وليس اسماً “إخوانيا”، كما كان في مرة سابقة حين أطلق إسم بنكيران على أحد هذه الأفواج.. كل هذا تجاهله الذباب الإلكتروني للحزب الأغلبي، في لحظة، وبخبرته المعهودة سارع نحو إدارة حملات توجيه “المنخدعين” نحو الوجهات والغايات التي يريد هو.
حدث ذلك فقط لأنه اختير لهذا الفوج (وهو العشرون) اسم عزيز أخنوش وليس سعد الدين العثماني، مثلا.. ومن يدري، فقد تختاره إدارة المعهد السنةَ المقبلة أو التي بعدها، تماما مثلما يمكنها أن تختار اسم إدريس لشگر مثلا أو نبيل بنعبدالله أو غيرهما من الشخصيات العمومية المغربية.
ومن نافل القول إن عزيز أخنوش هو مواطن مغربي، زْيادة وْخلوقْ، ويتقلد حقيبة في الحكومة التي تسيّر  شؤون البلاد، كما أنه رئيس حزب سياسي، أي أنه شخصية عمومية، تؤدي مهامّها وتتحمّل مسؤولياتها في انسجام مع التوجّهات الملكية السامية بما يخدم البلاد والعباد، فلماذا ارتفعت هذه الأصوات النشاز وحاولت أن تصنع من الحبة قبة كما يقولون، فقط لأنّ مؤسسة إعلامية اختارت اسما لا ينتمي إلى قبيلتهم لتطلقه على فوج من متخرّجاتها ومتخرجيها.
حقيقة لا أجد مبررا لصرخات أصوات البوم النّاعقة وهي تحاول مصادرة  حق خريجين فرحة هذه اللحظة الفارقةَ في مسارهم، الذي لا يسعنا إلا أن نرجو أن يكون ناجحا ومتميزا.
وأقول مصادرة حقّ هؤلاء الطلبة الخرّيجين في مهن الصحافة والإعلام في فرحة لم تكتمل بمعاييرهم، بما أنهم أدرى بالظروف النفسية الصعبة التي يجتازونها جميعا في الفترة الأخيرة، طلبةً وأساتذة وإدارة، بفعل فاجعة الحزن الذي خلّفه رحيل المدير العام السابق للمعهد ومؤسسه الصحفي المرجعي أمحمد طلال، الذي كان حفل هذه السنة الأولَ الذي يقام في غيابه.
ولكُم أن تتصوّروا الحالة النفسية لأفراد أسرته، الصغيرة والكبيرة، إزاء هذا الفقد الذي لم تطب جراحُه بعدُ بالنسبة إلى جميع أفراد عائلته، ومنهم نجله أحمد طلال، وكافة زملائه وطلبته وطالباته..
لكنْ يخرج أحدهم ويقف في شوارع الفايس، رافعا عقيرته بالاستنكار والتنديد ولستُ أدري بماذا أيضا.. وكما العادة، يكون المنخدعين من العوام في الفضاء الأزرق في الانتظار لتلقّف التخريجة والتجنّد لها بالبارطاج والهاشتاغ وهلمّ، سائرين بهم بمكرهم المعتاد، إلى مصيدة “عطيني فمك ناكل بيه الشوك”.
ولعلّ ما يؤلم حقا في هذا التجييش الذي يتقنه البعض أكثر من إتقان مسؤولياتهم الحقيقية التي بسببها يدفع لهم المغاربة من جيوبهم هو هذا “الانخراط” غير الواعي من بعض الأسماء “الحداثية” أو التي تدّعي أنها حداثية بتبريرات ومزاعمَ حول الحرّية والديمقراطية وغيرهما من الشعارات التي ينفضح زيفها في أول فرصة..
لكل هؤلاء نقول لن تغتالوا فرحة مستحقة لأسرة معهد أستاذنا أمحمد طلال رحمه الله.. كما نهمس في “ويدنات” فلول الإخوان يكفي ان تعودوا إلى كلمة إبن كيران في حفل تخرج سابق لطلبة هذا المعهد العالي للصحافة والاتصال، وكلمة رجل الدولة عزيز أخنوش في في حفل التخرج العشرون.. لتجدوا أن إبن كيران، قد دعا وقتها في كلمة بدون معنى، الصحفيين المتخرجين إلى الاقتداء بالفقهاء وباعة البيصارة والبابوش، بينما أوصى رجل الدولة أخنوش، خريجي الفوج العشرين بضرورة التسلح بالمصداقية لمحاربة الأخبار الزائفة والتعبئة الدائمة للدفاع عن القضية الوطنية ومصالح البلاد العليا.
التسلح بالمصداقية لمحاربة الأخبار الزائفة والتعبئة الدائمة للدفاع عن القضية الوطنية ومصالح البلاد العليا، يقول الرجل، وهي لعمري روح وعماد الصحافة التي نريد، وليس صحافة الاقتداء بالفقهاء والدجالين كما قال كبيرهم الذي علم “الصكوعة” الهمز واللمز والمكر والخداع، ومصادرة حق صحفيين شباب في ساعة فرح مستقطعة من سنوات ضاعت من عمر المغاربة على عهد جلوس حزب “لامبة” على كرسي السلطة، فقط لأن إدارة المعهد إختارت إطلاق إسم عزيز أخنوش، على الفوج العشرين من المتخرجين..
في الحقيقة لا مبرر لهذه الجذبة الإخوانية، ما عدا إذا كان إختيار إدارة معهد أستاذنا الراحل طلال، إطلاق إسم أخنوش على خريجي الفوج العشرين، حرام على رجل الدولة أخنوش، حلال على الإخواني ابن كيران ؟، وإن كان هناك فرق كبير ياعمري بين من قلبه على التعبئة من أجل الوطن وبين من عقله مع ما يملىء البطن بالبوش والبايصر..
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *