عبدو المراكشي

 

أخيرا أُسدل السّتار على فصول القصة “العجيبة” لإمام قرية “الزميج” سليلة ضريح  سيدي “بنعجيبة”، فصول مثيرة صنعت الحدث واستأثرت باهتمام الرأي العام محليا ووطنيا، لِما اكتنف وقائعها من غرابة وسريالية.

في قرية “الزميج” (على بعد 21 كلم من طنجة) وقعت الأحداث الغريبة لهذه القصة التي كاد تحاكي الخيال.

 خيال يبدأ من تضاريس المنطقة التي يمكن بلوغها عبر “طريق تطوان”، مرورا بقرية “الرمان”، وترشدك إليها إحدى علامات التشوير لـ”ضريح سيدي بن عجيبة”، يقدّم بوصفه ملاذا لـ”طلب العلم والبركة”، ما أضفى على سكان المنطقة وقارا وحشمة، يزيدهم حفاظهم على عاداتهم وتقاليدهم بشأن واحترام أهل العلم والفقه، شأنهم في ذلك شأن معظم القرى والمداشر المغربية وقارا على وقار وحشمة فوق حشمة.

يتطلب الوصول إلى قرية “الزميج”، التي شهدت تطورات قصتنا “العجيبة” هذه، الصعود في طريق كثير المنعرجات، إذ يقوم هذا المدشر في أعلى الجبل، ما يجعل أولوية السكان المحافظة على مكانتهم في القمّة، وهم سليلو قرية أنجبت عدّة فقهاء وحفَظة للقرآن. وظلت المنطقة منغلقة على نفسها وخارج دائرة الأضواء. ولم تُذكر المنطقة إلا مقترنة بتوفير ظروف راحة نفسية لمن يعشقون التمتع بالطبيعة الجبلية، لكنْ ظهر فيها فجأة فقيه وإمام من نوع آخر.

فقد تفجّرت في هذا القرية الوديعة والهادئة فضيحة لم تكن تخطر ببال، فاختلّ الاستقرار الروحي لسكانها بعدما تم المسّ بجوهرهم الديني.

هبّ العاصفة فجاة إذن ولم يعد ثمة حديث إلا عن قضية “الفقيه” المتّهم باغتصاب فتيات قاصرات من القرية، بل من أفراد عائلته، إذ تجمع جلّ سكان القرية قرابة عائلية، سواء عبر النسَب أو المصاهرة.

وكم كانت الصدمة شديدة على أهل القرية والمنطقة، الذين لم يستوعب العديد منهم -حتى الآن- ما حدث من وقائع عجيبة بطلها إمام قرية ضريح العارف بالله، سيدي  بنعجيبة ، رغم أن معطيات كثيرة جرى تداولها حول هذه الواقعة العجيبة بكل المقاييس.

بيدوفيل طنجة.. إدانة إمام قرية ضريح سيدي بنعجيبة بـ30 سنة سجنا نافذا

 وقائع انتهت بيد القضاء، الذي أدان المعني بالأمر بالتهم المنسوبة إليه. أما أفراد عائلته فقد مرّغت هذه الفضيحة وجوههم في تراب القرية وكامل المنطقة.

لقد اعترف “الفقيه”، خلافا لتوقعات العديد من شباب وسكان المنطقة، بالتهم الموجهة له وهم الذين كانوا “ينزّهونه” عن القدرة على اقتراف مثل هذه الأفعال البشعة والوحشية.

لم يستوعب أهل المدشر والمداشر المجاورة أن يرتكب “الفقيه” كل هذه الممارسات دون أن يثير شكوكهم، إذ كان يحظى بتقديرهم واحترامهم وجعلوا له مكانة رفيعة بينهم بعدما احتضنوه وأحبّوه ، قبل أن يكافئهم بهذه المجازر في حق فلذات أكبادهم.

“بيدوفيل” مريض إذن كان يعيش بين أهل القرية الطيبين والمحافظين و”النّية”، الذين حوّل هذا “الإمام” المزعوم حياتهم وحياة أطفالهم وطفلاتهم إلى جحيم.

 لم يكن مسرح جرائمه إلا “المسيد”، مستغلا وجود الكُتّاب في مكان “معزول” عن مساكنهم. لكنْ غلبت “نيتهم” وافتُضح أمر الفقيه المزيّف، ليتضح أنه مجرّد “بيدوفيل” مريض، بعدما ضبطه بعض المارّ بالصّدفة متلبّسا بالجرم المشهود.

30 سنة سجنا.. هذا ما قضت به محكمة طنجة اليوم الخميس وفق مصدر جريدة le12.ma في حق هذا المغتصب المتنكر في ثياب “فقيه”، بل نسج علاقات طيبة بالسكان، مستغلا ربما عفويتهم وصفاء سريرته، ليخدعهم أزيدَ من 13 سنة.

لقد كان هذا “البيدوفيل” الذي افتُضح أمره وأدانه القضاء قد انخرط في “الإمامة” وارتبط بعد قدومه إلى قرية “الزميج” بسنتين تقريبا بإحدى بنات عائلة شريفة في المنطقة لتوطيد علاقته أكثر بأهل المدشر، وربما لخداعهم. لكنْ… ديرها غيرْ زينة، توصّل توصّل، واخّا تكون من نوع الفقيه اللي نتمنّاو بركتو لكنه دنس قرية أهل ضريح سيدي بنعجيبة بفعلتو .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *