le12.ma

جاء “رد” حركة السترات الصفراء أسرع من المتوقع على خطاب الرئيس الفرنسي، إذ أعلنت الحركة، اليوم الثلاثاء، رفضها لما تعهّد به إيمانويل ماكرون في أول خطاب له عن أسوأ أزمة داخلية تشهدها لها فرنسا منذ 50 نصف قرن.

وقالت حركة السترات الصفراء إن خطاب ماكرون عن الإصلاح الاقتصادي غير مقنع، مؤكدة أنها ستواصل احتجاجاتها في باريس وفي مدن أخرى، حتى “تلبية مطالبها” الـ40، التي تم إرسالهاق إلى وسائل الإعلام الفرنسية في وقت ساب.

وتعهّد ماكرون، في خطاب للشعب نقلها التلفزيون، بسلسلة إجراءات تصبّ في خانة تعزيز القدرة الشرائية وتقضي برفع الحد الأدنى للأجور 100 أورو اعتباراً من 2019، دون أن يتحمّل أرباب العمل أي كلفة إضافية، وإلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية ابتداء من 2019 وإلغاء الزيادات الضريبية على معاشات التقاعد لمن يتقاضون أقلّ من 2000 أورو شهريا.

لكن كل هذا لم يشفع للرئيس لدى السترات الصفراء، الذين قد يحمل ردهم السلبي هذا أنباء غير مبشّرة للـ”إليزي”، خصوصا الرئيس الفرنسي، الذي قدّم تنازلات كبيرة للمحتجين، بدءا من إلغاء زيادة الضريبة على الوقود، وانتهاء بالتحسينات الاقتصادية التي أعلنها أمس، ما يُنذر باستمرار الأزمة ويضع ماكرون في مأزق حقيقي.

ولعلّ المأزق الأكبر الذي قد يواجهه ماكرون يكون خارجيا، إذ أعلنت المفوضيّة الأوربية أنها “ستدرس بعناية” كيف ستنعكس على الميزانية الفرنسية الوعود التي أطلقها ماكرون لامتصاص غضب المحتجّين.

وفي هذا السياق، قال فالديس دومبروفسكيس، نائب رئيس المفوضية الأوربية في ستراسبورغ، حيث يعقد البرلمان الأوربي جلسة عامة “إننا نتابع من كثب الإجراءات الجديدة المحتملة التي جرى الإعلان عنها، لكنْ لا يمكننا التعليق عليها قبل أن يتم الإعلان عنها بطريقة صحيحة وبالتفصيل”.

وكان موقف المفوضية الأوربية واحدا دوماً في هذا الصدد: أيّ إنفاق من خارج الموازنة الوطنية يجب أن يتمّ تمويله من زيادة أو تقشّف.

ولم تتّضح بعدُ ملامح الخطة التي أقرَّها ماكرون لتنفيذ وعوده، إذا كان سيعتمد على الخزينة الفرنسية في حل الأزمة، خاصة أن الإجراءات التي أقرها ستكلّف الخزينة العامة الفرنسية مليارات الأورو.

وأعلن ماكرون “حالة طوارئ” اقتصادية واجتماعية في البلاد، على وقع الاحتجاجات العارمة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، التي تعرف بـ”السترات الصفراء”.

وقال الرئيس الفرنسي في خطابه إنه يتحمّل جزءا من الوضع الاقتصادي الذي تعيشه فرنسا، لكنه في المقابل قال إن “جذور الأزمة الحالية قديمة”. وشدد على أنه في حاجة إلى إصلاح عميق للدولة الفرنسية.

وتابع ماكرون أنه منذ 40 سنة كانت هناك إجراءات معينة بشأن الضرائب على الأغنياء، وقال “هذه الضريبة قُلصت لمن يستثمرون بشكل كبير في الدولة”.

وبدأت حركة “السترات الصفراء” احتجاجاتها في 17 نونبر 2018، في أنحاء فرنسا؛ لإعلان رفض زيادة الضرائب على أسعار الوقود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *