*محمد نجيب كومينة
توفيت آخر  أخوات الشهيد المهدي بنبركة، سعيدة بنبركة، دون أن تعرف شيئًا  عن قبر أخيها  الذي اختطفه مجرمون في 1965، ولم يظهر له أثرٍ  جسديا بعد ذلك، لكن أثره السياسي ظل قويًا  وضاغطا وسيظل مالم يتم الكشف عن مصيره وعن تفاصيل جريمة حرمت المغرب من أحد قادته الاذكياء والنشيطين مند نعومة الاظافر. 
هذا الفتى الصحراوي الأصل ، المولود في الرباط والمنحدر من عائلة من كلميم ذات امتدادات في باقي الأقاليم  الصحراوية وموريتانيا ومالي..، برز كقائد وطني في فترة الحماية، ثم كقائد تقدمي بعد الاستقلال، عمل مافي وسعه لتنمية ودمقرطة بلاده و لتوحيد الفضاء المغاربي.
كان من أصغر  من وقعوا على وثيقة الاستقلال، وكان عضوًا  في الوفد الذي فاوض من أجل  الاستقلال، وكان رئيس المجلس الاستشاري الذي أستحدث قبل وضع الدستور وإجراء  أول إنتخابات  ترشح لها، وكان من الفاعلين الاساسيين في تنظيم مؤتمر طنجة لبلدان المغرب العربي المنظم سنة 1958 لمساندة الثورة الجزائرية.
وخلال هذا المؤتمر قدم للمؤتمرين خريطة مغاربية أدخلت  الصحراء الشرقية (تندوف وبشار…) ضمن الأراضي  المغربية التي تحتلها فرنسا كما تحتل مويتانيا وتحتل الأرض الجزائرية، وتضمنت أيضا  أراضي  سيدي افني والساقية الحمراء ووادي الذهب المغربية التي كانت تحت الاحتلال  الاسباني.
وقتئذ كانت القيادات الوطنية والدولة المغربية تعتقد أن تحرير الجزائر من الاستعمار سيؤدي تلقائيا إلى  إعادة  رسم الحدود واسترجاع الأراضي  التي قضمها الاستعمار الفرنسي وألحقها بالجزائر الفرنسية ظلما وعدوانا، وكان الاتفاق مع الحكومة الجزائرية المؤقتة بعد ذلك في هذا الاتجاه، قبل أن يعلن الانقلابيون في الجزائر عن تشبثهم بالحدود الموروثة عن الاستعمار،  ويغدروا بالمغرب وبتونس وليبيا، الذين أمدوا  الثورة الجزائرية بالدعم الممكن و بسخاء أخوي  لم يتم تقديره.
*كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *