*حميد زايد
لم أكن موجودا دائما في جيلي.
كنت أتأخر في النوم. ولما أستيقظ. كانوا يذهبون إلى مكان آخر.
كنت معهم أحيانا.
وغالبا حين كنت أخرج بحثا عنهم. كنت أجدهم نائمين.
صحيح أني كنت أجيء إلى جيلي.
وأشتاق إليهم.
لكني صراحة لم أكن أعثر على أي واحد منهم.
كانوا في عجلة من أمرهم. بينما كنت متثاقلا. و بطيئا.
ومرة التقيت بهشام فهمي.
مرة واحدة.
ومرة لم ألتق به.
ومرة جاء إلي. و أيقظني.
وبعد ذلك نام هو الآخر.
ومرة فكرت أن أصبح الأكثر سوادا في جيلي.
فاختفيت.
وكنت في الظلمة. كنت في عز الليل. كنت غير مرئي بالمرة.
وكنت في الساعة المتأخرة من الليل.
ومرة التقيت بكاتب لا يكتب وعلمني أن لا أكتب.
فقلدته إلى أن قضى علي.
ومرة لم ألتق به. إلى أن قلدني. وأخذ كل ما لي.
ثم تبخرت. ثم دفنت نفسي. ثم عدت. مرة.
ومرتين.
وفي الثالثة كنت هاربا.
وكنتُ خارج جيلي.
وكان هناك ناقد معلم يجمعنا مشكورا
كان يضعنا في صناديق و يلف كل مجموعة منا في عقد.
كان يكدسنا في التسعينيات. وفي السنوات.
وكان يصدرنا إلى الخليج. وإلى لبنان.
كان يحفظ تواريخنا.
ومازال يفعل ذلك إلى الآن. وقد كبر كل ذلك الجيل إلا هو .
ظل معاصرا .
ظل في جيلي. وفي الجرائد. وفي المجلات.
وظل يراسل.
ويضعنا في خانات. و يرتبنا.
وكنا نهرب منه إلى الشوارع حيث تضيع أعمارنا.
وحيث لا يمكنه القبض علينا.
كنا نغير المهن والعناوين بسببه.
كنت
كنت
من جيل آخر.
وظننت أني كنت من جيلي.
كنت في وقت لم يكن فيه هناك وقت.
كنت
كأني لم أكن.
كنت نائما دائما.
كنت هاربا دائما من اللغة العربية الفصحى.
*كاتب ساخر