الموسم الفلاحي.. ثلاثة أسئلة للمدير الجهوي للفلاحة لسوس ماسة

زينب جناتي

يتحدث المدير الجهوي للفلاحة لسوس ماسة، نور الدين قسا، في حوار أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء عن التأثير الإيجابي للتساقطات المطرية، التي طال انتظارها، على الوضعية الفلاحية في الجهة، إضافة إلى المخطط الفلاحي الجهوي، وكذا تقدم الأشغال في محطة تحلية المياه البحر، الموجهة لري سهل اشتوكة.

هل الارتفاع المحسوس في حقينة السدود المائية لجهة سوس ماسة كاف لإنقاذ الموسم الفلاحي؟

عرفت جهة سوس ماسة خمس سنوات متتالية من الجفاف. وكانت الموارد المائية في الجهة في أقل مستوى لها قبل التساقطات المطرية التي شهدتها مختلف مناطق المملكة في شهر نونبر الماضي.

ففي يوم 2 أكتوبر الماضي، أي عشية اليوم الذي اتخذ فيه قرار قطع التزود بالماء على صعيد أكادير الكبير في أوقات محددة، كان معدل الملء في سدود الجهة في حدود 12,3%، وهو معدل الملء الأكثر انخفاضا، حيث أن الحقينة الإجمالية للسدود الثمانية الرئيسية بالجهة والبالغة 4,731 متر مكعب، لم تكن تختزن بالكاد سوى90,2 مليون متر مكعب.

غير أن هذه السدود أصبحت نسبة الملء فيها اليوم تصل 35,84%، أي ما يعادل 261,88 مليون متر مكعب. فسد يوسف ابن تاشفين بلغ فيه معدل الملء 27,30%، وفي سد عبد المومن 17,90%، وسد أولوز 68,11%، وسد مولاي عبد الله 33,20%.

وفاقت نسبة الملء 100% كلا من سد إمي الخنك بحقينة إجمالية بلغت 9,75 مليون متر مكعب، وسد المختار السوسي بـ39,8مليون متر مكعب، حيث تتدفق المياه من أعلى هاذين السدين. كما أن سد أهل سوس يقترب من الملء الكامل حيث وصلت نسبة الامتلاء فيه 99,60%.

وقد جاءت هذه التساقطات المطرية لتنقذ الموسم الفلاحي الذي كان مهددا بشكل يدعو للقلق. لكن تحسن المياه المخزنة في السدود بعد التساقطات المطرية أثلج صدور الفلاحين من منتجي الحوامض، خاصة في حوض “الكردان” (إقليم تارودانت)، الذي تم توقيف تزويده بمياه الري في 7 أكتوبر الماضي بفعل الخصاص الكبير المسجل في الموارد المائية.

فمن مجموع 130 ألف هكتار التي تشغلها المساحة المخصصة لزراعة الحوامض على الصعيد الوطني، تتواجد 40 ألف منها في جهة سوس ماسة، أي ما يعادل 31%.

وقد وصلت كمية الحوامض المنتجة هذا الموسم في جهة سوس ماسة حوالي 560 ألف طن، 400 ألف طن منها من المقرر تصديرها نجو الأسواق الخارجية، حيث تم لحد الآن تصدير حوالي 271 ألف طن، وهو ما يشكل ارتفاعا بنسبة 54% مقارنة مع الموسم الماضي.

وفي ما يتعلق بـ22 الف هكتار المشمولة بزراعة البواكير على صعيد جهة سوس ماسة، فمن المتوقع أن يصل إنتاجها 1 مليون و 500 ألف طن، ضمنها 900 ألف طن مخصصة للتصدير.

ماذا عن المخطط الفلاحي الجديد؟

يضم المخطط الفلاحي الجديد 215 مشروعا يندرج ضمن استراتيجية “الجيل الأخضر” ويستهدف حوالي 308 آلاف و735 فلاحا.

ومن المنتظر أن يتيح المخطط الإمكانية لولوج 40 ألف أسرة فلاحية للطبقة الوسطى، كما ينتظر أن يسمح بخلق 892 تعاونية جديدة، وذلك بما يسمح بانتقال التجمعات والاتحادات زراعية من 1919 وحدة سنة 2019، إلى 3211 وحدة سنة 2030.

ويروم المخطط تقوية 23 سلسلة فلاحية، ضمنها 18 سلسلة مخصصة للإنتاج النباتي، و5 سلاسل للإنتاج الحيواني. أما بخصوص قيمة الصادرات، فمن المقرر أن تصل 7,9 ألف مليون درهم.

يعتبر تحلية مياه البحر من بين الحلول التي من شأنها تعويض الخصاص في الموارد المائية، متى سيتم الشروع في استغلال محطة التحلية من أجل ري سهل اشتوكة؟

لقد انتهت الاشغال الخاصة بتشييد هذه المحطة، ونحن الآن في مرحلة التجريب. والهدف المراد تحقيقه هو سقي 15 الف هكتار ، أي 1300 ضيعة زراعية، بواسطة مياه البحر المحلاة باعتبارها بديلا للمياه الجوفية.

وبفضل هذه المحطة، من المقرر أن يتراجع الضغط على الفرشة المائية الباطنية، حيث سينخفض استغلا ل المياه الجوفية من 85 مليون متر مكعب سنويا، إلى 25 مليون متر مكعب، أي بمعدل انخفاض يصل 70%.