جمال اسطيفي

 

الزميل العزيز حفيظ دراجي غاضب بشدة لأن مؤتمر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم صادق على تعديل ينص على أنه لا يمكن لأي بلد جديد ان ينضم إلى الكاف إلا إذا كان عضوا في هيئة الأمم المتحدة، معتبرا أن ما قامت به الكاف مخالف حتى للوائح الفيفا التي يفوق عدد المنخرطين فيها عدد المنخرطين في هيئة الأمم المتحدة..

حفيظ دراجي غاضب أيضا لأن زطشي لم يعترض أثناء عملية التصويت التي تمت بالإجماع، من طرف 54 دولة عضوا في الكاف وضمنها الجزائر..

وهكذا فرغم أن 54 دولة صوتت بالإجماع وعلنا وبوجه مكشوف بما في ذلك الجزائر وجنوب إفريقيا فإن ما حدث حسب دراجي مخالف للديمقراطية والأعراف..

هذه المادة فيها حماية لكل البلدان الإفريقية، بما فيها الجزائر نفسها، وهي تعترف بالدول الحقيقية وليس الكيانات الوهمية او المصطنعة، فما الضير في ذلك؟ كما أن المحرك لها هو طلب زنجبار عضوية الكاف، وهو الطلب الذي كان قد تم قبوله في مؤتمر بالكاف بإثيوبيا، قبل أن تتدخل الفيفا وتمنع ذلك.

اذا كان ما أقره الكاف مخالفا للوائح الفيفا، كما يزعم دراجي، فهذا يناقض ما كان ذهب إليه في تحليلاته السابقة التي مفادها أن الكاف أصبحت تحت سيطرة الفيفا وتحت سيطرة جياني إنفانتينو على وجه التحديد..!!!

ثم إن التحليل الذي ذهب إليه زميلنا مجانب للصواب بل ومضلل، فليس هناك أي مخالفة للوائح، ذلك أنه من حق أي اتحاد قاري ان يضع شروطا للعضوية خاصة به، فهل عدد أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية هو نفسه عدد أعضاء الفيفا..وهل عندما تفرض الكاف في مبارياتها التي تجرى بنظام الذهاب والإياب المرور مباشرة إلى الضربات الترجيحية بدل الأشواط الإضافية تخالف لوائح الفيفا التي تعتمد الاشواط الإضافية، وهل عندما تعتمد الكاف النسبة الخاصة أي نتائج المواجهات المباشرة بدلا من النسبة العامة تخالف لوائح الفيفا، وهل عندما لم يعد يعتبر اتحاد الكومنبول الهدف المسجل خارج الملعب بهدفين، هل خالف لوائح الفيفا..

عزيزي حفيظ إن كلام العقلاء منزه عن العبث، وإن هناك جمهورا واسعا يتابع تعليقاتك وتدويناتك، فعل الاقل قدم له المعلومة الصحيحة، ذلك أنه لا يمكن ان نبني تحليلا على معلومة خاطئة، فالمقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة، والتطبيع مع الخطأ لا يجوز..

عزيزي حفيظ إن بعض الزملاء في الجزائر، ومن أجل توجيه رسائل إيجابية لمن يعتبرونها عصابة تدير شؤون الحكم في بلادهم، فإنهم يتحولون إلى فصيلة الرخويات ويتماهون معها في بعض الملفات، وضمنها ملف الصحراء المغربية..

الموضوعية تقتضي الفهم بداية، وقراءة ما يجري من زوايا مهنية بعيدا عن السقوط في فخ الذاتية والشوفينية، وفخ ماكينة إعلام السلطة في الجزائر..

*ناقد رياضي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *