محمد بوقسيم
نعيمة كزينات، أول سائقة لسيارة نقل الأموات بالمغرب، تعمل في مؤسسة خاصة في أكادير، امرأة عصامية اقتحمت عالما طالما كان حكرا على الرجال.
اختارت بجرأتها، عن قناعة أن تقضي أغلب حياتها حفظكم الله، مع الجثامين، منها المتقطعة والنتنة والضاربة في التحلل.
هدّمت نعيمة جدران أسوار الأعراف والتقاليد التي شيدتها المجتمعات الذكورية حول المرأة منذ الأزل، وغامرت بهوية أنوثتها لتغطس فيعُباب رائحة الموت، كسائقة لسيارة نقل الأموات إلى المقابر، متحدية نظرة المجتمع.
بكل ثقة في النفس، تمارس نعيمة عملها، رغم النظرات الدونية للكثيرين إليها، إذ تشاهدها في الليل والنهار، ترتدي وزرتها البيضاء.
تقف شامخة بجوار سياراتها، أمام مستودعات الأموات ومداخل المصحات وأبواب البلديات وبمواقع حوادث السير المميتة، تنجز إجراءات نقلالأموات في اتجاهات مختلفة.
يصفها عدد من المتدخلين في هذه المهام، بالمرأة الحديدية لشخصيتها القوية، فيما يسميها البعض بالمرأة المسْترْجلة، لما تتمتع به للا نعيمة من قوة وصلابة استثنائية يفتقدها بعض الذكور، أمام المواقف الصعبة والمعقدة التي تتطلبها من حزم وقوة القيادة.
تابعوا المزيد من التفاصيل في الروبوتاج التالي: