المصطفى الحروشي

 

يعيش حزب العدالة والتنمية حربا ضروسا في الأيام القليلة الماضية، بين صقور الحزب من جهة وبين شركائه داخل الحكومة التي يسيرها برئاسة سعد الدين العثماني.

وما شهده مجلس البرلمان عشية أمس من إنزال لإخوان العثماني بالجلسة التشريعية العامة للمصادقة على القوانين الانتخابية، في خرق واضح وصريح للتدابير الصحية التي اعتمدتها الحكومة نفسها، يتضح جليا أن حزب العدالة والتنمية بدأت تنكشف ألاعيبه وخططه المبيتة، في البحث عن المقاعد والمناصب العليا.

وفي هذا الصدد كتب يونس التايب المدير العام السابق وعضو المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة، على صفحته بـ”الفايسبوك” بأن “الانتخابات لا تحسم بالقاسم الانتخابي وإنما تحسم بـ”الأهم في الحكاية”، ويقصد رأي المواطنين في حصيلة تدبير الشأن العام من طرف أغلبية سياسية معينة، و درجة رضاهم عنها أو تذمرهم منها.

وأضاف التايب، إن “الديمقراطية كل لا يتجزأ، تؤخذ كلها أو تترك. وليس شيء يؤذي الممارسة الديمقراطية أكثر من سياسيين يتصرفون بانتهازية وبشعبوية، ويتخلون عن تحمل المسؤولية السياسية بوضوح، ويناورون بشكل حربائي سياسوي لتحقيق مكاسب مرحلية تكتيكية لحزبهم، ويفعلون كل شيء كي لا يغادروا كراسي مسؤوليات، للأسف، بعضهم لم يقدرها حق قدرها“.

وتابع، “لأن الديمقراطية كل لا يتحزأ، لا يمكن أن ندعي أننا ديمقراطيون إذا كنا نقبل بقواعدها عندما تخدم مصالح هيئتنا السياسية، و نرفضها عندما لا تحقق لنا الغلبة و لا تخدم طروحاتنا.. وعليه، ما دام الحسم في طريقة احتساب القاسم، يتم عبر تصويت ديمقراطي يشارك فيه نواب ومستشارون برلمانيون يمثلون أحزابا من الأغلبية الحكومية ومن المعارضة، فيجب، من باب الديمقراطية، احترام ما سيتقرر وعدم تمرير أشياء مغلوطة في النقاش، إلا إذا كان الغرض هو صرف الانتباه عن “الأهم في الحكاية”، و إخفاء أشياء أخرى لا يصرح بها من ينتقدون التعديل المطروح للتصويت، أو الاعتقاد أن حزبا واحدا يمتلك الحقيقة المطلقة، فيما كل الأحزاب الأخرى، التي تختلف معه في اجتهاد بشأن القاسم الانتخابي، كلامها باطل واختياراتها غير صائبة“.

وبخصوص النقاش السياسي قال التايب: “ليس هنالك مجال لأي تردد في الدخول إلى حلبة النقاش السياسي بقوة أكبر لندافع عن طروحاتنا بكل ثقة، ونساهم بصدق في صناعة الأمل فيما سيأتي. لذلك، مباشرة بعد التصويت على القوانين الانتخابية الجديدة، علينا أن نتواصل جيدا لنخلق التعبئة اللازمة ونشجع المشاركة كي لا تتآكل بفعل التشكيك والتسفيه. وعلينا أن ننشرح للناس الأمور كما هي فعلا، لا كما يريد البعض أن يظهرها بشكل مغلوط و، ربما، بنية مغرضة“.

وختم التايب،” قولوا للناس أن الموقف في انتخابات 2021 ببلادنا، سيحسمه رأي المواطنين المغاربة في تدبير الشأن العام من طرف حكومة اشتغلت بقيادة حزب معين منذ سنة 2012، وليس طريقة احتساب القاسم الانتخابي… لذلك، على الحصيلة يجب التركيز، بعيدا عن مصيدة “خطاب المظلومية” والتشويش على الحقائق و..سالات الهضرة”.           

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *