طلحة جبريل

 

ظني أن محركات البحث على الإنترنت تماثل “حاطب الليل”، أي أنها تأتي لك بكل شيء، ولا تستطيع أن تحدد ما هو الغث والسمين، وحتى بعض المواقع التي يتعامل معها الناس على أساس صدقيتها، موسوعات “ويكيبيديا” مثلاً، ليس ذلك أمر محسوم في صحته.

أروي لكم واقعة موثقة بشأن معلومات محركات البحث، كنت قد أصدرت كتاباً قبل 27 سنة بعنوان “كتاب الأسلوب.. صياغة الخبر والقصة الخبرية في الصحافة العربية”، صدر الكتاب قبل أزيد من ربع قرن، نعم أزيد من ربع قرن، لكن السنين التي تجري سراعاً لم تغلبني على أمري مع الكتابة، قبل فترة وجيزة حزمت أمري لإعادة طبع الكتاب بصيغة جديدة تشمل كل ما له علاقة بالتحرير الصحافي ونظريات ومدارس الكتابة الصحافية في العالم، ليس فقط للصحف بشقيها الورقي والإلكتروني بل كذلك للإذاعة والتلفزيون، خاصة أن هناك الآن مدرسة جديدة تقول إن كتابة الخبر والتقرير الإخباري للصحف والإذاعات والتلفزيون يجب أن تحكمها القواعد نفسها، وبموازاة ذلك وشرعت هذه السنة في تدريس قواعد هذه المدرسة.

أعود إلى “كتاب الأسلوب” وأقول لكم إن الكتاب نفد منذ سنوات، ولم تبق لي سوى نسختين فقط.

لكن الجديد أن محرك البحث غوغول (Google) حمل لي في إطار خدمة تنبيهات محرك البحث، إن “كتاب الأسلوب” يوجد في أحد المواقع ويمكن تحميله و قراءته من ذلك الموقع.

أثار الأمر استغرابي إذ لم يحدث قط أن وضعت أحد كتبي على شبكة الإنترنيت من أجل التحميل المجاني أو بمقاب، اقتناعاً مني أن الكتب لها قيمة معنوية، وبالتالي لاتهدى مجاناً سوى مباشرة أو عبر الإنترنيت.

دخلت الموقع المشار إليه ووجدت بالفعل صورة غلاف كتابي، لكن عندما حاولت تنزيله، وجدت أن الموقع وضع الكتاب لجذب زواره للانتقال إلى صفحة للأداء من أجل الاشتراك.

أخلص لأقول إن المواقع الإسفيرية حافلة بالعجب العجاب، لذلك لابد من التعامل معها بحيطة وحذر.

أختم ببعض الأسئلة بشأن قراءة الكتب:

هل الناس في منطقتنا الممتدة من الماء إلى الماء ما تزال تقرأ الكتب؟ ثم من أين تقرأ الناس الكتب، هل تُحملها من مواقع الإنترنيت أم أنها تذهب إلى أقرب مكتبة لشراء الكتاب؟

ما هو الكتاب الأكثر مبيعاً حالياً، ولماذا حقق أعلى مبيعات؟ هل بسبب موضوعه؟ أم بسبب كاتبه؟ أم لان وسائل الإعلام صحفاً وإذاعات وقنوات لفتت إليه الانتباه؟ ثم هل الصحف والإذاعات والتلفزيونات تخصص حيزاً للكتاب أم أن الأمور لا تتعدى رفع العتب.

*كاتب/صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *