إدريس


le12.ma

في ظلّ “الحالة” التي آلت إليها فرنسا، بعد أزيد من أربعة أسابيع من “الكر والفر” والعبث والفوضى والاعتداءات والاعتداءات المضادة في شوارع المدن الفرنسية، وآخرها باريس، التي اشتعلت اليوم السبت، قال الباحث إدريس الكنبوري إن “ما يجري في فرنسا من أعمال عنف وتخريب درس بليغ من أعتى الديمقراطيات في أوروبا.. لمن؟ لأولئك الذين يتهمون العرب بكل نقيصة”..

وتابع الكنبوري، في تغريدة في فيسبوك، أنه “مع هذه الأحداث ظهر أن العرب أكثر تحضرا في الاحتجاج من هؤلاء الفرنسيين الذين لا يميزون بين الاحتجاج والتدمير. بهذا المعنى الربيع العربي كان درسا في الحضارة، مهْما كانت التجاوزات. الحقيقة أن ما يصنع التلاحم في أوربا ليس الديمقراطية ولا حقوق الإنسان، كما يزعم الكثيرون، ما يصنعه هو نمط الحياة، وعندما يتعرض هذا النمط للخلل فإن التدمير الذاتي يصبح أسلوبَ عيش. لكن هذا النمط مبني على نهب خيرات الأفارقة وشعوب الشرق الأوسط”.

وأضاف الباحث المتخصص في تاريخ الجماعات الإسلامية أن “العنف الجماعي المنظم لم يولد في العالم العربي، بل وُلد في أوربا ومنذ قرون.. منذ المسيح، عليه السلام، والأوربيون المسيحيون يقتلون بعضهم بعضا دون توقف، لولا العلمانية التي كانت رحمة بهم في القرن الثامن عشر. الثورة الفرنسية كانت تخريبا وتدميرا، وهي بداية الإرهاب”.

وواصل الكنبوري: “شعار “اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس” رفع في فرنسا.. المجازر التي وقعت في البلدان المستعمَرة اقترفتها فرنسا. العبيد الأفارقة الذين كانوا يرحَّلون في السفن كانت تنقلهم فرنسا… مما يجري اليوم في هذا البلد يمكن تصور حجم الكوارث التي قد تحصل لو قررت البلدان الإفريقية والعالم العربي امتلاك السيادة الوطنية على ثرواتها وأملاكها.. آنذاك، قد تدخل أوربا سريعا في حروب أهلية، لأن نموذج دولة الرفاه سينتهي”.

وختم: “هكذا، مهما تقدّمت الشعوب في العلم والصناعة، فإنها تعود -دائما- إلى الأصل: الصراع من أجل الخبز. العقول والجامعات الأوربية تنتج معادلات منطقية ونظريات، لكنها لا تصنع خبزا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *