*عادل تشيكيطو
انتهت وقفة الجمعة الثالثة من احتجاجات الفنيدق على الساعة التاسعة و النصف تقريبا…
تابعت تفاصيلها وأطوارها عبر أصدقائي من مناضلات ومناضلي فروع العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان الفنيدق المضيق وتطوان، مشكورين.
ماذا حدث؟
كل شيء كان مطمئنا… 
احتجاجات المواطنين … وتعاطي السلطة مع تلك الاحتجاجات…
مرت الوقفة في أجواء سلمية… لا ضرب ..ولا جرح.. ولا إغماءات ..ولا صراخ.. ولا رعب ..ولا اعتقالات …
رفع المحتجون شعارات تضمنت مطالب مشروعة… 
وحضر الوالي مهيدية مصحوبا بعدد من المسؤولين وفتحوا حوارا مع المحتجين، فاستمعوا لمطالبهم ووعدوا بتحقيق ماهو مستعجل منها وفتح حوار فيما يمكن تحقيقه على المدى المتوسط أو البعيد..
كانت ساحة الاحتجاج خالية من القوة العمومية، وتفرق الجمع بهدوء دون أن يجبرهم أحد على قصد بيوتهم باستعمال العنف…
طالب الجمع بفتح معبر سبتة المحتلة أمام العاملين من ابناء وبنات الفنيدق بذلك الثغر، وكذا العائلات التي لم تتمكن من زيارة بعضها البعض منذ الإغلاق، ووقف عمليات سحب عدادات الماء والكهرباء ،وتوفير فرص الشغل وتوفير بدائل للذين امتهنوا ما يسمى بالتهريب المعيشي … كل هذه المطالب وغيرها استمع اليها الوالي مهيدية بإمعان، وأبلغه بها المحتجون بكل أدب واحترام، وانصرف إلى حال سبيله “بلا مشاكيل”…
لم يدع لنا هذا النوع من التعامل المجال لنشجب أو نستنكر… ولم تضطر معه السلطة المحلية إلى إصدار بلاغات مردود عليها، أو لنقل تدينها قبل أن تبرر تعاطيها مع الاحتجاج بمقاربة أمنية صرفة …ولم نجد أنفسنا أمام حالة من القلق حول الوضع الحقوقي بالمنطقة…
أتمنى أن تقارن الجهات المسؤولة بين هذا النوع من التعامل وبين الأساليب التي اعتمدتها في تعاطيها مع احتجاجات سابقة…
أمني النفس صادقا، أن يكون هذا الدرس محفزا لنهج أسلوب الحوار والتجاوب مع كل المطالب التي ترفعها احتجاجات مغرب ما بعد سنة 2011.
*رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *