رشيد نيني
لا يكاد يمر يوم دون أن تذيع القنوات الجزائرية أفلاما مفبركة عن حرب افتراضية تدعي فيها انتصارات وهمية ميدانية في الصحراء المغربية، اليوم مرت قناة الشروق الرسمية إلى خطوة أظهرت أن الجزائر وإعلامها لا يحترمون أية خطوط حمراء ولا يقفون عند أي حد عندما تناولت القناة شخص الملك بسخرية ممجوجة ومنحطة.
في علاقتنا بالجزائر يبدو أننا ضيعنا سنوات طويلة في إبداء حسن النية والالتزام بحسن الجوار والإعراض عن رد الشتيمة والإساءة بمثلها، والآن يبدو أن وقت الإقلاع عن هذا السلوك قد حان، خصوصا بعدما تجرأ الإعلام الرسمي الجزائري على شخص الملك.
أعتقد أننا لم نعد مطالبين بالاستمرار في إظهار حسن نيتنا لحكام بلد جار ذوي نوايا سيئة. الحل الأنسب هو إدارة الظهر لهذا البلد وإغلاق الباب معه بشكل كامل والانشغال بما يفيد الشعب المغربي.
لقد انتهى زمن عواطف الأخوة الزائفة وحان الوقت لنعترف بيننا وبين أنفسنا أن في شرق وطننا هناك أعداء حكمت الجغرافيا بأن نشارك معهم الحدود نفسها، وأن هؤلاء الأعداء لا يريدون العيش إلى جوارنا بسلام وأنهم يبحثون بكل الطرق لإشعال فتيل الحرب والفتن.
إن أقل شيء يجب القيام به بعد ما فعلته قناة الشروق هو سحب السفير المغربي من الجزائر وإشعار السفير الجزائري بالرباط أنه أصبح شخصا غير مرغوب فيه.
علينا أن نغلق هذا الباب مرة واحدة إلى حين استعادة الجزائريين لرشدهم، فلا يمكن بناء علاقات دبلوماسية مع جار مسعور مصاب بجنون العظمة غير قادر على لجم غطرسته وغروره، جار مستعد لجر المنطقة بكاملها نحو المجهول إرضاء لغريزة الكراهية المتأصلة لديه.