محمد سليكي
مع نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء من كل سنة، ينتهي موسم جني الزيتون في المغرب، وتبدأ معاصر زيت الزيتون في الدوران، ومعها تدور حركة حلقة من حلقات سلاسل الإنتاج والتسويق لمحاصيل الشجرة المباركة.
بيد أن سوق زيت الزيتون المغرب، لا تخلوا من غش على غرار عدد من المنتوجات الموسمية، التي تكون أكثر طلبا، خاصة في زمن الندرة، كتوالي سنوات الجفاف وآثار الأزمة الصحية على الزرع والضرع والبشر.
قبل أسبوعين، نشرت الجريدة الالكترونية le12.ma، تقريرا حول ضبط 125 لترا من زيت الزيتون المغشوشة كانت في طريقها إلى بطون المستهلك من نقطة بيع عشوائية ضاحية مدينة القصر الكبير، وهو ما يدل على حجم المخاطر التي تتهدد المستهلك من طرف الغشاشين.
زيوت قارعة القصر
مصدر مسؤول بجمعية حماية المستهلك و الدفاع عن حقوقه بمدينة القصر الكبير، سيقول “إنه في إطار الجولات الاعتيادية التي تقوم بها السلطة المحلية بالملحقة الإدارية الثانية التابعة للدائرة الحضرية مولاي علي بوغالب بمدينة القصر الكبير داخل نفوذها الترابي ، لاحظت صبيحة يومه الثلاثاء فاتح دجنبر 2020، وجود كمية من مادة زيت الزيتون ( 25 قرورة بلاستيكية من فئة 5 لتر ــ 125 لتر ــ) معروضة للبيع على قارعة الطريق الإقليمية رقم 44.04 الرابطة بين مدينة القصر الكبير و العرائش بالقرب من معمل الحليب كولينور، في ظروف تنعدم فيها أدنى شروط السلامة الصحية”.
قصة إتلاف مئات اللترات من زيت الزيتون كانت في طريقها إلى بطون المغاربة (صور)
وأضاف أن هذا الوضع،” أثار شكوكا في جودتها، و عليه قامت السلطة المحلية بالملحقة الإدارية الثانية التابعة للدائرة الحضرية مولاي علي بوغالب بمدينة القصر الكبير بتشكيل لجنة محلية للتوجه الى نقطة البيع العشوائية، وإخضاع تلك الكمية من الزيوت للفحص والمراقبة المتعلقة بالسلامة والجودة”.
وأوضح مصدر جريدة ” le12.ma عربية”، أن اللجنة ضمت في عضويتها ممثلين عن كل من :” السلطة المحلية بالملحقة الإدارية الثانية، وقسم الشؤون الاقتصادية بالدائرة الحضرية مولاي علي بوغالب، وقسم الشؤون الاقتصادية بالدائرة الحضرية المرينة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية مصلحة مراقبة المنتجات و ذات أصل نباتي ، والقسم الاقتصادي و الشرطة الإدارية، والأمن الوطني، وجمعية حماية المستهلك و الدفاع عن حقوقه بمدينة القصر الكبير”.
الغش واحد والزيت ألوان
الغش في إنتاج وتسويق زيت الزيتون، لا يقتصر على الطرق التقليدية كخلط زيوت المائدة مع زيت الزيتون، في هكذا أنشطة محظورة، بقدر ما يتخذ عدة طرق وأساليب، يقول الدكتور بوعزة الخراطي، رئيس جامعة حماية وتوجيه المستهلك.
هناك من يتوجه إلى المعاصر لاقتناء الزيتون وعصره مباشرة تفاديا للسقوط في السوق السوداء التي تكون أبواب المساجد إحدى واجهاتها لبيع الزيوت المغشوشة يوضح الدكتور الخراطي، فيكون ضحية خديعة أخرى.
“ليس كل أرباب المعاصر نزهاء” يضيف الدكتور الخراطي:” هناك من تقدم له كمية زيتون جيد من أجل عصرها، فيستغفلك ويصب في قاروراتك زيت زيتون مغشوشة عبر قناة متصلة بمعصرة لعصر الزيتون الرديء أو الزيت المخلوط”.
ما قاله الخبير الخراطي، أكده محمد العطاوي وهو تاجر في الزيتون الموجه إلى المعاصر، بمنطقة الفقيه بنصالح وبني ملال وقلعة السراغنة، يقول العطاوي في تصريح لجريدة le12.ma، عربية، :”هناك من يقصد المعاصر لشراء الزيتون بنفسه وعصره، ظنا منه أنه أفلت من مكر وخداع المهنيين الغشاشين، لكنه قد يسقط من حيث يدري أولا يدري في شرك تجار الزيتون القليل الجودة كالقادم من كرسيف شرقا مثلا، فيكون مذاق الزيت مختلف عن مذاق زيت زيتون السراغنة أو بني ملال أو الصويرة المعروف بجودته العالية ومذاقه المتميز”.
للخروج من هاته الحسابات والمتاهات ينصح العطاوي والخراطي، المتسهلك، بإقتناء الزيتون وزيت الزيتون، من المعاصر المرخص لها من طرف المكتب الوطني للسلامة الغذائية، التي تكون ملزمة بإحترام معايير الجودة وشروط السلامة في الاتجار في الزيتون وعصر زيت الزيتون، تحت طائلة المراقبة والمتابعة من طرف السلطات المختصة.
معاصر سحبان الجودة والاثمان
ولوضع قراء ومتتبعي جريدة le12.ma عربية، أمام سلسلة عصر زيت الزيتون من طرف معصرة مرخصة، توجهنا إلى معاصر سحبان في مدينة بني ملال فكان هذا الربورتاج، حيث “الجودة مقرونة بالاثمان”.