غيثة الباشا

أكد الصادق العثماني، الباحث في الفكر الإسلامي، أن”وثيقة مكة المكرمة”، التي سبق أن  أقرتها أكثر من 1000 شخصية من علماء المسلمين و200 شخصية إسلامية، هي  وثيقة للتعايش ومناهضة “الإسلاموفوبيا”، ورفض التدخل في شؤون الدول.
وأوضح العثماني،  أن “وثيـقة مكة المكرمـة”  جاءت لتكون “دستورا تاريخيا لإرساء قيم التعايش بين أتباع الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب في البلدان الإسلامية من جهة، وتحقيق السلم والوئام بين مكونات المجتمع الإنساني كافة من جهة ثانية”.
ويرى الباحث أن الوثيقة أوصت الوثيقة بعدم التدخل في شؤون الدول مهما تكن ذرائعه المحمودة، معتبرة ذلك “اختراقا مرفوضا، لا سيما أساليب الهيمنة السياسية بمطامعها الاقتصادية وغيرها، أو تسويق الأفكار الطائفية، أو محاولة فرض الفتاوى على ظرفيتها المكانية، وأحوالها، وأعرافها الخاصة، إلا بمسوّغ رسمي لمصلحة راجحة”.
وتابع لقد نصت الوثيقة على أن “التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يُبرر الصراع والصدام”، مشددة  على “رفض الربط بين الدين والممارسات السياسية الخاطئة لأي من المنتسبين إليه”.


وأعلن مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء إقرار واعتماد «وثيقة مكة المكرمة» وثيقةً مرجعية في المؤسسات الوطنية والإقليمية ذات الصلة بالعالم الإسلامي، بما في ذلك المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية في بلدانهم كافة.
وأبرز وزراء خارجية العالم الإسلامي، خلال دورة مجلسهم الـ47 المنعقدة في جمهورية النيجر  تحت عنوان: «متحدون ضد الإرهاب من أجل السلم والتنمية» أهمية وثيقة مكة المكرمة التي أقرها 1200 مفتٍ وعالمٍ يمثلون جميع المذاهب والطوائف الإسلامية حول العالم (27 مذهباً وطائفة من 139 دولة)، من جوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتحت مظلة رابطة العالم الإسلامي، في الـ 25 من شهر رمضان المبارك لعام 1440هـ الموافق 30 مايو 2019.


ورحب وزراء الخارجية بالتأييد الواسع الذي حظيت به الوثيقة حول العالم، وخصوصاً بين قادة الأديان المختلفة، لاشتمالها على كافة الاهتمامات والموضوعات العالمية، وللرسائل النبيلة التي حملتها في تشجيع التسامح والتفاهم والتعاون بين الشعوب والدول من مختلف الديانات والثقافات، والتي تتوافق مع المبادئ والأهداف المنصوص عليها في ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدين في الوقت ذاته أن الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات إطارٌ مهم لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، ولنشر ثقافة التسامح والتعايش.


وصدر ضمن منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو- كتاب جديد بعنوان ) قراءات في وثيقة مكة المكرمة). ويتضمن الكتاب الذي يقع في 55 صفحة ، تقديما للدكتور سالم بن محمد المالك ، المدير العام للإيسيسكو ،ومقالات تحليلية لمضامين وثيقة مكة المكرمة ، أعدها عدد من المسؤولين والخبراء في الإيسيسكو.
كما تضمن الكتاب ملحقا خصص لنشر النص الكامل لهذه الوثيقة التي اعتمدها عدد كبير من العلماء والمفكرين من مختلف المذاهب والطوائف، المشاركين في   المؤتمر الإسلامي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة خلال الفترة من 27 إلى29 مايو 2019  حـول (قيم الوسطية والاعتدال في نصوص القرآن والسنة)، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وقال المدير العام للإيسيسكو، في تقديمه للكتاب: “ لقد جاءت وثيقة مكة المكرمة في اللحظة التاريخية المناسبة التي تتزايد فيها الحاجة وتشتد إلى التجديد في صياغة الأحكام الشرعية ، والمبادئ الإنسانية ، والقيم الأخلاقية التي جاء بها الإسلام ،وفق أحدث طرق المعالجة القانونية للمواثيق الدولية التي تؤسس للأنظمة القانونية ذات البعد الدولي نحو بناء السلام العالمي ، وصون حقوق الإنسان على أساس من قيم العدالة والإنصاف والمساواة ”.


وأكد المدير العام للإيسيسكو أن الوثيقة أرست الدعائم لمنظومة من المبلادئ التي يقوم على أساسها النظام العالمي الجديد الذي تتطلع الإنسانية إلى أن يكون القاعدة الراسخة للعلاقات الدولية .وأوضح أن  الوثيقة لسيت وثيقة دينية فحسن ، ولكنها  وثقية مدنية ، وقانونية ، وحقوقية ، وإنسانية ،  تهدف إلى  ايجاد الوسائل العملية لإقرار الوئام بين البشر ، ولتعزيز التفاهم والتعايش والحوار  ..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *