القنيطرة : هشام الشواش
إفتتح النادي السنيمائي بالقنيطرة موسمه الثقافي بعرض فيلم “الوشاح الأحمر”، حيث كان جمهور محدود احترما لتعليمات التدابير الاحترازية، أمس الخميس على موعد مع الشاشة الكبرى بفضاء المعهد الفرنسي بعاصمة الغرب، لمشاهدة أحداث الفيلم والحديث المباشر مع بطلته الممثلة يسرى طارق ومخرجه محمد اليونسي.
وصادف عرض هذا الفيلم الذي يسلط ، الضوء على عذابات إنسانية رهيبة نجمت عن مأساة طالت المغاربة المقيمين بالجزائر على عهد الرئيس بومدين، ذكرى طرد نظام عسكر الجزائر مغاربة ابرياء يوم عيد الاضحى ردا على هزيمة حرب الرمال التي أذلت الجيش الجزائري على يد أسود الجيش الملكي المغربي.
ويستعيد الفيلم مرحلة أليمة تشكل عنوانا لجروح غائرة في ذاكرة ضحايا وعائلات فرقتها الحدود المغلقة بين البلدين الجارين.
ولعب بطولة الفيلم كل من كريم السعيدي، والمرحوم محمد بسطاوي، ونورة القرشي، ويسرى طارق، وحسنة الطمطاوي، وجمال الدين دخيسي، وفريد ركراكي، ومحمد الشوبي، وسعيد ايت باجا، وعماد فجاجي وآخرين.
و يعيد تاريخ بطل الفيلم الحبيب ، مغربي كان يشارك في إمداد المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي بالسلاح، والد لويزة سيزوجه ابنته محبة له وامتنانا لشهامته.
ويناقش الفيلم في قالب درامي اجتماعي قضية ترحيل المغاربة من الجزائر حيث ان الزوج الذي ينتظر مولودا جديدا، وهو عائد من السوق ، بعد أن اقتنى بعض الحاجيات بطلب من الممرضة التي تشرف على توليد زوجته في المستشفى، وبينما هو في الطريق للمصحة، فرحا بالحاجيات التي اقتناها للمولود الجديد، يوقفه أحد العساكر في مفترق الطرق، يستفسره عن هويته، فيكتشف أنه مغربي الجنسية، فيلقى عليه القبض ويضعه في شاحنة عسكرية ثم يتم طرده من التراب الجزائرعن طريق الحدود البرية، ومن هنا تبدأ معاناة الزوجين، حيث كانا يجمعهما الحب والمودة وفرقت بينهما السياسية.
الفيلم مترجم للغة الفرنسية نال إعجاب الجمهور المتكون من محبي الفن السابع وطلبة وصحفيين ،حيث وضعت قصة الفيلم الأصبع على هذه المأساة الانسانية التي شتت أسر مغربية وجزائرية.
ولان “الوشاح الأحمر” وغيره من الأفلام مثل “وداعا كارمن” لمحمد أمين عمراوي ، يترجم النهضة التي تشهدها السينما المغربية في السنوات الأخيرة، بفضل مجهودات مايسترو السنيما المغربية الراحل نور الدين الصائل، حيث أصبح المغرب ينتج اليوم 25 فيلما روائيا ومائة فيلم قصير في السنة، فقد تشكل حدث عرض هذا الفيلم بفضاء المعهد الفرنسي بالقنيطرة، مناسبة لاستحضار فضل الفقيد على السنيما المغربية وإهداء هذا العرض لروحه.
عن هذا الحدث السنيمائي يدور الروبوتاج التالي.
اتذكر النادي السينمائي في مدينتي العزيزة القنيطرة،وعمري الان سبعون سنة،اتذكرالنقاشات الهادفة والعظيمة الفائدة الساعيةإلى ترسيخ ثقافة سينمائية جدية،كرافد ثقافي،يبلور شخصية المتلقي ويرقيها.ففيلم(قضية ماتيي)(L’affaire MATTI)وفيلمZوفيلم الأفيون والعصا.لازالت حاضرة في ذاكرتي .بفضل نادي سينمائي قنيطري.. تحية لكم ولجميع الأندية السينمائية المغربية.