le12.ma

انقلب احتجاج ذوي “السترات الصفراء” على ارتفاع الضرائب وتكاليف المعيشة إلى “أعمال فوضى وشغب”، أمس السبت، في العاصمة باريس، بعد “اصطدام” الشرطة والمحتجين، في مواجهات قالت صحيفة “لوبوان” إنها تنذر ثورة”، بالنظر إلى المستوى غير المسبوق للعنف والاحتقان.

وقالت الشرطة الفرنسية إنّ ما لا يقل عن 65 مصابا، بينهم 11 شرطيا، جُرحوا في الاشتباكات العنيفة بالعاصمة باريس، كما اعتقل 140 آخرون، ونشر آلاف من عناصر الشرطة في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي خرجت عن السيطرة.

 

وهذه نهاية الأسبوع الثالثة على التوالي التي تشهد فيها باريس اشتباكات، بينما حافظت الاحتجاجات في بقية الأقاليم والجهات على سلميتها إلى حد كبير.

واختارت صحيفة “لوبوان”، واسعة الانتشار في فرنسا، في تغطية أحداث السب “السترات الصفراء في باريس.. يبدو أنها الثورة”، في إشارة إلى المنحى الذي اتخذته لأحداث وغياب أفق لحلّ ممكن في الأفق المنظور.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشار رقعة “الفوضى” واحتداد المواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة والأمن الفرنسية في باريس. واندلعت الاحتجاجات في باريس قرب “قوس النصر” واستمرت حتى ما بعد الظهيرة في شوارع عدة قريبة في أكثر المواقع السياحية شهرة في العاصمة الفرنسية.

وأضرم متظاهرون النيران في مبنى في شارع رئيسي قرب قوس النصر. وشيّدت مجموعات من المحتجّين “حواجز” في الشوارع وسط باريس وأشعلوا النيران وألقوا الحجارة على القوات وكتبوا “غرافيتي” على قوس النصر، كما أضرموا النار في حاويات الأزبال.

كما أزال محتجّون حواجز قبر “الجندي المجهول”، التي تعود إلى الحرب العالمية الأولى، تحت النصب التذكاري، ليقفوا بالقرب من “الشعلة الأبدية” ويغنّوا النشيد الوطني، قبل أن تنجح الشرطة في تفريقهم.

وكتب “غرافيتي” على قوس النصر جاء فيه “السترات الصفراء ستنتصر”، في إشارة إلى السترات المضيئة التي يرتديها المحتجون.

 

يأتي هذا في وقت تحدّثت أنباء عن وفاة شخص في أحد هذه الحواجز التي يقيمها ذوو “السترات الصفراء” وجرح آخرين في أماكن متفرّقة وسط العاصمة. كما أغلقت 19 محطة على الأقل لقطارات الأنفاق وسط باريس، بحسب تلفزيون “بي. إف. إم”. ومن بين المحطات التي أغلقت “إيتوال” في شارع الشانزليزي و”أوبرا” و”الباستيل”. وأغلقت أيضا محلات “غاليري لافاييت” ومتاجر “برنتان” أبوابها وسط باريس بعد تصاعد وتيرة العنف.

وإلى جانب احتجاجهم على زيادة الضرائب، خرج المتظاهرون للتعبير عن غضبهم من قيادة الرئيس إيمانويل ماكرون للبلاد، “الذي لا تهتمّ حكومته بأمر رجل الشارع العادي”، كما قالوا.

يشار إلى أن الحركة الاحتجاجية بدأت باحتجاج السائقين “الغاضبين” من زيادة في أسعار الوقود، قبل أن تتحول إلى نطاق أوسع من المطالب المتصلة بارتفاع تكاليف المعيشة في عموم فرنسا.

 

 

وراجت أنباء عن كون عدد من الجماعات “الراديكالية واليسارية” قامت بتحريض بعض المحتجّين.

وقال إدوارد فيليب، رئيس الوزراء الفرنسي، إن بعض المحتجين هاجموا الشرطة “بمستوى من العنف لم تشهده فرنسا من قبل”، ما أدى إلى جملة اعتقالات لأكثر من 200 شخص.

ومن جانبها، قالت السلطات الفرنسية إنها أحصت 36 ألف متظاهر في جميع أنحاء البلاد، بينهم 5 آلاف و500 في باريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *