العيون – محمد الركيبي 

 بدعوة من مولاي حمدي ولد الرشيد، منسق حزب الاستقلال بالجهات الجنوبية الثلاث، إحتشداليوم السبت بساحة المشور بالعيون، ما لايقل عن ثلاثون ألف مشاركاً في أكبر مهرجان خطابي عرفته المملكة، تأييدا لقرار الولايات المتحدة الأمريكية، بموجب إعلان وقعه رئيسها، الاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه.

وشكلت المناسبة التي عرفت حضور آلاف المتعاطفين مع الحزب، فضلا عن مناضلاته ومناضليه بالأقاليم الجنوبية للمملكة، فرصة لحشد الدعم والتعبئة ورص الصفوف خدمة للقضايا المحورية للأمة، وعلى رأس أولوياتها القضية الوطنية، ومحطة جديدة من المحطات التعبوية والوحدوية، التي صنعها آل الرشيد وحطمت ما تبقى البوليساريو من مزاعم حول إدعاءات تمثيلية الجبهة للسكان الصحراء.

وفي كلمة بالمناسبة، قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال – منسق الجهات الجنوبية الثلاث، مولاي حمدي ولد الرشيد، إن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه يمضي وفق منطق التاريخ، مثمنا عاليا دور الدبلوماسية الرسمية التي تجني ثمار السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأكد أن هذا الإقرار من قبل دولة عظمى بمغربية الصحراء، مع فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، يعد انتصارا للمغاربة قاطبة، ويشكل حافزا للمضي في تحقيق التنمية بوقعها الإيجابي على الساكنة تحقيقا لرفاههم ورغيد عيشهم.

وبعدما أشار إلى أن الأقاليم الجنوبية للمملكة، تشهد بفضل النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه جلالة الملك سنة 2015، تطورا مهما وتنمية مطردة، شدد في المقابل على أن ساكنة تندوف جنوب الجزائر تفتقد الى أبسط شروط العيش الكريم، منوها بانخراط مناضلي ومناضلات الحزب في تحصين المواطنين من الشائعات والأخبار المغرضة.

وأوضح ولد الرشيد أن مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي وعادل وجدي وذي مصداقية هو الأنسب للمنطقة من أجل الطي النهائي للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، مشيرا إلى أن حصافته ووجاهته جعلته محط إشادة وتنويه دوليين.

وأهاب بساكنة الأقاليم الجنوبية عموما والجهة على وجه الخصوص، الانخراط الطوعي في المجهود الوطني للحد من تفشي فيروس كورونا.

بدوره قال رئيس مجلس جهة العيون-الساقية الحمراء، سيدي حمدي ولد الرشيد، إن السياق الناجم عن تفشي فيروس كورونا لم يكن حائلا عن الاستجابة لنداء الوطن، مؤكدا أن أبناء المنطقة يفتخرون بمغربيتهم ويهبون لنصرته ومتأهبون دوما للدفاع عن وحدته.

وأكد ولد الرشيد في تصريح للصحافة أن المناسبة تروم التجند الشامل وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس وخطواته السديدة لتدبير “قضية كل المغاربة”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تقر بمغربية الصحراء بموجب قرار رئاسي، أتبعت قرارها بفتح قنصلية عامة بالداخلة، تزكية له.

وبعدما أوضح أن الحكم الذاتي هو الحل الواقعي والقابل للتطبيق، نوه بالتدبير الملكي الحكيم لتأمين معبر الكركرات، لافتا إلى أن المملكة كسبت سلفا تسوية قضية الصحراء المغربية من خلال التنمية المشهودة التي تعرفها هذه الربوع الغالية من الوطن.

وكان سيدي حمدي ولد الرشيد قد ألقى بدوره  وسط أجواء احتفالية بهذا الحدث واحترام تام للتدابير الوقائية من فيروس كورونا خطابا سياسياً قوياً خلال هذا اللقاء الجماهيري التاريخي الذي مر في أجواء تميزت بإلقاء كلمات بكل لغات العالم الحية، دعما القرارات الملكية، وتثمينا لقرار الإدارة الأمريكية بالاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء.
وأكد رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، العضو بالوفد المغربي المفاوض السيد “سيدي حمدي ولد الرشيد”، أن هذا اليوم هو يوم مشهود، سيكتبه التاريخ بمداد من الذهب والفخر للأجيال القادمة، معتبرا بأن القرار أنصف المغرب، على اعتبار أنه أول بلد يعترف بالولايات المتحدة سنة 1777م، حيث أن التاريخ يعيد نفسه اليوم من خلال اعتراف واشنطن بسيادة المملكة على الصحراء.
وأبرز رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، بأن هذا القرار يأتي في خضم الإنتصار الباهر الذي حققه المغرب بعد حسمه لموقعة الكركرات، وذلك بعد العملية البطولية غير الهجومية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية بهدف فتح وتأمين المنطقة، وتعبيد الطريق التي تربط المعبر بالبوابة الحدودية الموريتانية، مشيرا إلى أن هذا الإعتراف سيكون له ما بعده، ومن شأنه أن يعيد رسم خريطة المنطقة، وذلك بإحقاق الحقوق التاريخية للمملكة، وتعزيز سيادتها على أقاليمها الجنوبية، كما أكد بأن القرار السيادي للولايات المتحدة بافتتاح قنصلية عامة بمدينة الداخلة، من شأنه أن يؤسس لإقلاع اقتصادي وتنموي بالمنطقة، ويعزز العلاقات والروابط الإستراتيجية التاريخية بين الرباط واشنطن. 
واعتبر  “سيدي حمدي ولد الرشيد”، بأن هذا القرار هو ثمرة جهد ديبلوماسي دؤوب ومكثف قاده الملك محمد السادس، والذي انطلق في البداية بمد الجسور مع الدول الإفريقية الشقيقة، ليتوج بافتتاح العديد من هذه الدول لقنصليات بالعيون والداخلة، وهو الاتجاه ذاته الذي سارت عليه دول عربية وخليجية، وذلك قبل أن يتوج هذا المسار بهذا الإعتراف الهام والتاريخي بسيادة المملكة على صحرائها، الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي .
وشدد رئيس الجهة أنهم وباعتبارهم الممثلين الشرعيين للساكنة الذين أفرزتهم صناديق الاقتراع، يثمنون عاليا جميع الخطوات المتخذة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهدف صون الوحدة الترابية للمملكة، وتعزيز سيادتها على أقاليمها الجنوبية.
و يرى مراقبون، أن رسائل المهرجان الخطابي الشعبي الأكبر في المملكة لتأييد قرار الرئيس الأمريكي القاضي بسادة المملكة المغربية على كامل تراب الصحراء المغربية، والذي جاء دعوة من القطب الصحراوي مولاي حمدي ولد الرشيد، قد دقت آخر مسمار في نعش أطروحة البوليساريو.
يذكر أن مولاي  حمدي ولد الرشيد، منسق حزب الاستقلال بالجهات الجنوبية الثلاث، رفع في ختام هذا المهرجان الخطابي التاريخي برقية ولاء وإخلاص الى الملك محمد السادس، جدد من خلالها باسمه الشخصي وساكنة الأقاليم الجنوبية، ولائهم لمقدسات الوطن، وتجندهم الدائم وراء جلالة الملك، ودعم وتأييد قراراته الحكيمة.  
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *