*أحمد الدافري
وأنا أتحدث مع صديق خفيف الظل في المقهى عن الأزمة التي يتخبط فيها البلد على مستوى بناء العقل النقدي والتكوين الفكري، قال لي بأننا بعد أن نخرج إن شاء الله سالمين من ضائقة جائحة كورونا، ستقوم الحكومة المغربية بتخصيص صندوق وطني خاص بالتربية على القراءة.. ومن خلال هذا الصندوق، يمكن القيام بثلاثة أمور.
 أولا، شراء سيارات مصممة في شكل مكتبات متنقلة، تابعة إما للجماعات المحلية أو لمندوبيات وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتتوفر على كتب للصغار والكبار باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.
ثانيا، تشغيل شباب يشرف على إدارة هذه المكتبات المتنقلة، التي ستخصص لها مرائب آمنة من قِبل الجهات المسؤولة..
ثالثا، وضع هذه السيارات/المكتبات، في الحدائق العمومية التي تمتلئ بالزوار، مقابل الاحتفاظ بالبطاقة الوطنية لأولياء أمور الأطفال، أو للبالغين، وإعادتها لهم بعد إعادة الكتب المُستعارة، وقيام المسؤول عن المكتبة المتنقلة بتسجيل اسم كل كتاب مُستعار في سجل خاص، مع تحديد اسم الشخص الذي استعاره، وتحديد توقيت استعارة الكتاب وتوقيت إعادته، وذلك لإجراء دراسات عن أي نوع من الكتب التي يميل إليها المواطنون، ووضع مخططات حكومية للارتقاء بهذا الميل، وتوظيفه في عملية البناء الاجتماعي، والنهضة الفكرية…
 سألت صديقي من أخبره بأن الحكومة المغربية ستقوم بتنفيذ هذا المشروع.. فقال لي بأنني حين كنت أتحدث معه في أزمة العقل النقدي والتكوين الفكري في البلد، أخذته غفوة خفيفة رغم أن عينيه ظلتا مفتوحتين، وحلم بذلك في غفوته…. 
وهذا ما كان..
*خبير إعلامي وناقد سينمائي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *