أحمد الدافري

 

شاهدت شريط الفيديو الذي بثه أول أمس السبت 21 نوفمبر  2020 الممثل والمخرح المغربي سعيد الناصري في قناته بيوتيوب وهو “يصارع الموت” في إحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء بسبب إصابته بفيروس كورونا.. الشريط مدته 12 دقيقة و40 ثانية. ويبدو فيه الممثل المغربي وهو تحت التنفس الاصطناعي، يتحدث بطريقة توحي أنه منهك، خائر القوى، وفي أقصى درجات المرض.. وهو إن كان بالفعل مريضا إلى تلك الدرجة،  لا يسعني إلا أن أتعاطف معه وأتمنى له الشفاء العاجل ولكل المرضى في العالم.

مضمون الخطاب الذي وجهه الممثل المغربي لمتابعي قناته كان طويلا نسبيا، ومليئا بالحشو والتكرار والإطناب، وتمحور حول فكرة أساس، تتمثل في أن المصحة الخاصة التي كان يذكرها بالاسم عدة مرات في حديثه عن مرضه، يشرف عليها طاقم من الملائكة والصالحين، بينما الحال أن المصحات الخاصة في كل بقاع العالم هي مشاريع تجارية في الأساس، تقدم خدماتها للمرضى مقابل مبلغ مالي قد يعجز بعض الناس عن أدائه، ولا تحتاج لأي شكر، بل الشكر يجب أن يُوجه للمرضى الذين يؤدون المال ويساهمون في عدم إفلاس هذه المصحات.  

بخصوص الشكل الذي ظهر عليه الممثل المغربي في الفيديو، وهو يستعمل يديه بكثرة في حديثه وبحركات سريعة، أود أن أشير  أنني مؤخرا مررت بوعكة صحية على إثر نزلة برد حادة أدت إلى ارتفاع في حرارة جسمي وإلى تعرضي لنوبات سعال وضيق في التنفس وإنهاك شديد، مما جعلني أعرض نفسي على طبيب مختص وأجري تحليلات طبية وسكانر وتحليل PCR الذي أظهر أنني غير مصاب بكورونا.. والإنهاك الشديد الذي كنت أشعر به وأنا تحت رحمة فيروس الأنفلونزا، لم يكن يسمح لي إطلاقا أن أحرك يدي إن حاولت الكلام. فألم مفاصل يدي كان شديدا. ولم يكن ممكنا إن تحدثت مع شخص ما أن أستعمل يدي برشاقة في الكلام وأنا أشرح له شيئا ما. لأن الإنهاك كان عاما، والألم يوجع كل أجزاء الجسد.  وعلى كل حال، قد يختلف تأثير المرض على الأشخاص، وقد لا تكون الحالات عامة، والأساس، هو الصدق والالتزام بالأخلاق، فإن ذهبت الأخلاق ذهبنا، وسقطنا إلى الأسفل، وأصبحنا أضحوكة في كل مكان وزمان.  وهذا ما كان.

أحمد الدافري: ناقد سنيمائي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *