الرباط – مواكبة جريدة le12
قالت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نزهة بوشارب، اليوم الأربعاء بالرباط، إن “مسؤوليتنا الجماعية تتمثلفي تطوير مقاربتنا لتأهيل المدن وفق نهج استشرافي واستباقي يمكن من إعداد المجالات الترابية المستقبلية لتعزيز العيش المشترك والعيشبشكل أفضل”.
وأكدت بوشارب، في كلمة خلال ندوة دولية نظمتها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، في موضوع” التفكير حول تصور وتصميم مدينة الغد “، بمناسبة اليوم العالمي للمدن لسنة 2020، أن الأمر يتعلق بإعادة ملاءمة التخطيط الترابي ومواءمته مع رهانات التطورات، وتطوير الحكامة الاستراتيجية، ووضع آليات تمويل التوسع الحضري، وتعزيز قدرات التهيئة والهندسة العقارية وإعادة تموقع الفاعلين على النطاق الصحيح.
واعتبرت الوزيرة، خلال هذا اللقاء المنظم في الوقت نفسه بشكل حضوري وعن بعد، تحت شعار ” أفضل مدينة، لأفضل حياة: تثمينمجتمعاتنا ومدننا “، أن تصور والتفكير في مدينة الغد يعد استجابة للمتطلبات الجديدة في مجال القابلية للسكن، التي تستدعي بلورةأنماط تدخل وعرض إسكان جديدين.
وأبرزت، في هذا السياق، أنه يتعين على الجيل الجديد من السكن، أن يكون ميسرا وقابلا للولوج، ويلبي انتظارات المواطنين، وذلك إلى جانبهدفه المتمثل في استيعاب العجز المرتبط بالسكن، ومتطلبات الجودة والسكن اللائق، وتوفير شروط السلامة والولوج إلى خدمات القرب.
وشددت على أن الأمر لا يتعلق بطموح بسيط، “بل يعد تطلعا جماعيا ومواطنا، ورهانا أساسيا في مجتمعنا، وهو أيضا أفق يوجه العمل العمومي”، مضيفة أن تجديد أسس السياسة الحضرية الوطنية من خلال إصلاح منظومة التخطيط الترابي يعد أولوية.
من جانبه، أكد رئيس جمعية رؤساء جهات المغرب، امحند لعنصر، أن المدينة قادرة على رفع تحديات المستقبل، وهناك ترابط بين المجالات الترابية سواء على مستوى الحواضر أو القرى، مشيرا إلى الوقع المباشر للمدينة على القرية.
وتابع بالقول إن تدبير المجالات الحضرية يتعين أن يأخذ بعين الاعتبار كل أبعاد التنمية، مضيفا أن الجهات معنية بالنظر لحاجة عدد منالمجالات إلى تعمير وتدبير عقلاني وتنمية رشيدة، ومؤكدا على ضرورة إعادة النظر بشكل جذري في منظومة التنمية، واختيار نظم تحترمالبيئة في التنمية الحضرية والقروية، فضلا عن وضع تصورات لمدن المستقبل.
من جهتها، ثمنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ميمونة شريف، جهود الحكومة المغربية ووزارة إعداد الترابالوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة من أجل مواجهة الجائحة، وتقاسمهما للتجارب والممارسات الفضلى مع البلدان الشريكة، معتبرةأن المغرب يعد شريكا أساسيا في البرنامج الأممي للإسكان برسم 2020 – 2023، ويعتبر من أوائل البلدان التي تبنت ركائز أهداف التنميةالمستدامة.
وبعد أن أكدت أن جائحة “كوفيد 19” أعادت تصميم المدن والمرافق في العالم بشكل غير مسبوق، توقفت السيدة شريف عند التحدياتالمرتبطة بتدبير المدن، المتمثلة في الاستدامة وضمان تحقيق كل أهداف التنمية المستدامة، فضلا عن ضرورة أخذ الأقليات بعين الاعتبار فيسياسة المدينة والسياسة العمرانية، مشددة على أن المدن تشكل فرصة كبيرة لضمان التنمية المستدامة عبر العالم.
ويأتي تنظيم هذه الندوة لتتويج سلسلة اللقاءات التي نظمتها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وفق برنامج لتنفيذ جدول الأعمال الجديد الخاص بالمدن، والذي تم تبنيه في مؤتمر الأمم المتحدة للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة (السكن الثالث)،في كيتو (الإكوادور) في 20 أكتوبر 2016.