الدار البيضاء: بدر الإدريسي 

 

في خضم التراجعات المثيرة للغضب التي تهاوى إليها نادي الوداد البيضاوي على عهد الرئيس سعيد الناصيري، وجه فصيل “الوينرز” قبل قليل من نهار اليوم السبت، رسالة تاريخية يسرد من خلالها أبرز الاختلالات التواطؤات التي رمت بالفريق إلى هوة الضعف و الهوان والإساءة إلى تاريخ فريق الروائع المفقودة.

الجريدة  الإلكترونية Le12.ma، إذ تنشر رسالة “الوينرز”، كما توصلت إليها، فهي تبقى مستعدة لنشر رد كل من يرى نفسه معينا وذي صفة، وعلى رأسهم الرئيس الناصيري..

إليكم رسالة “الوينرز “. 

“لم نعد في حاجة لتكرار نفس الخطابات السابقة، خارطة الطريق التي يجب أن تسلك مسارها واضحة”، “خطابنا هذه المرة عبارة عن صفحة فارغة ناصعة البياض، إملأها بما شئت، أكتب فيها ما تود قراءته عنك، وازرع في سطورها ما ستحصده مستقبلا. والرسالة واضحة”.

كان هذا المقطع من آخر خطاب تم توجيهه لرئيس نادي الوداد الرياضي .

مع كامل الأسف الصفحة البيضاء تم تلطيخها بالسواد، اتسخت وتلوثث بما فيه الكفاية.

طيلة 6 سنوات ونحن نتحدث، ننتقد، نطالب، ونقترح بكل الطرق الممكنة من لافتات، بلاغات، حوارات مباشرة …

فقد أسمعتَ لو نَاديتَ حيـــــاً ** ولكن لاحياةَ لِمنْ تُنــــادي 

ولو ناراً نَفخْتُ بها أضاءتْ ** ولكن أنت تنفخ في رمـــــادٍ

قد نقبل الاعتذار ممن لديه رغبة في التصحيح وليس ممن يكرر ويصر على أخطاءه. 

منذ تقديمك للاعتذار يوم الجمعة الماضي إلى غاية اليوم، لم نر أي ملامح للتغيير. 

مر أسبوع ولازال نفس العبث يتواصل، عقود الانتقالات توقع بمسكنك الخاص، وصور التعاقد تسربها لأصدقائك الصحفيين…

“الاعتذار البارد يعتبر إهانة ثانية”

فلتحترم ذكاءنا، فخطاب الإستحمار المُمارس مفضوح والوداديون ليسوا أغبياء لتلك الدرجة.

هذا الرئيس تحدى الجميع، بالغ في سياسته الفاشلة واليوم نتفق جميعا على أن أقل شيء يجب أن يفعله هو أن يرحل.

بعض النتائج الرياضية الإيجابية ، لا يمكن أن تُخفي حقيقة التسيير الفاشل. 

حقيقة وداد الشخص وليس وداد المؤسسة التي يحلم بها أي ودادي.

الإدارة هي لعبة فكرية، وكلما فكرت بطريقة أفضل كلما حققت نتائج أعظم، لذا فكر جيداً وانتقد من يُفكر، وإعمل مع من يُفكر.

والإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده.

هذا ما يقوله الحكماء، لكن الرئيس لا يعترف سوى بخطاب واحد “أنا ومن بعدي الطوفان”، لا يفكر في النادي سوى تحت إمرته، ولا يرى المستقبل إلا معه.

لقد أضحى التسيب وغياب الإنضباط السمة البارزة بالنادي. 

الفوضى هي الكلمة التي تعبر عن الحالة التي وصل لها النادي. 

عدم إحترام إسم الوداد وتقزيمه، مسؤولية الرئيس الذي لم يردع التصرفات اللإحترافية للاعبين والأطر والأكثر من هذا المبالغة في تدليلهم.

المسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة، فليس سهلا تمثيل جمهور نادي الوداد الرياضي. 

وليس سهلا أن نتبنى مواقف مصيرية في الظروف الصعبة، وفي لحظات الغضب. 

لكن نحن مؤمنون بأن ضميرنا هو من يملي علينا القرارات، وليس الحماس الزائد والمزايدات وحتى الاتهامات. 

في عز الأفراح والتتويج بدوري أبطال إفريقيا سنة 2017، طالبنا بهيكلة النادي. 

ولم ننتظر سقوط الفريق وتدهور النتائج لنتحدث.

” صمت البراكين لا يعني أن أحشاءها باردة ” 

في عائلة “وينرز” لا مكان للتسيير الانفرادي، ولا مكان للعبث، وأي قرارات نتخذها بشكل تشاوري مع أعضاءنا. 

قد نصيب وقد نخطأ فلسنا ملائكة منزهين عن الخطأ، ولكن الأكيد هو أن ما يدفعنا وما يحرضنا هو غيرتنا على النادي.

وعلى جمهور الوداد الرياضي أن يستفيق من غفوته، أن يحتكم لضميره وليس لعواطفه. 

اللهفة للنتائج لا يمكن أن تغمض أعيننا عن حقيقة ما يعيشه النادي من فوضى، أن نحرز فوزا أو لقبا ليس معناه أن ننام في العسل. 

أن يتم ضم لاعب كيفما كان نوعه أو إمكانياته بطريقة هاوية في غياب إدارة تقنية هو عبث. 

انهضوا انفضوا عنكم غبار الإستسلام والتراجع وسياسة التنويم الممارسة فالفراغ القاتل ينخر ناديكم. 

فلترفعوا من حجم التطلعات وحذاري من إختصار النادي في نتائج وإنتدابات.

نعبر من جديد عن إستيائنا العميق وشجبنا لما وصل له النادي من تسيير إنفرادي قمة في العشوائية والارتجالية.

ولكن لأن نيتنا دائما حسنة ودائما نرى الأمور بإيجابية، وقبل الوصول لمفترق الطرق واحتراما لرأي عائلتنا الكبيرة ولكي يكون جمهور الوداد الرياضي والرأي العام شاهد إثباث وحكما بيننا.

لن نعود للخلف لنعدد الأخطاء والمشاكل المعروفة لدى الجميع، فما يهمنا أولا و أخيرا هو مصلحة الوداد، ومصير النادي مرهون ومرتبط بتحقيق المطالب المستعجلة لأنصار نادي الوداد الرياضي بشكل فوري وبلا أي شروط أو قيود:

أولا -فتح باب الإنخراط في فرع كرة القدم بشكل مستعجل، وتحديد مدة كافية لاستلام طلبات الانخراط دون أي مطبات وعراقيل. 

ضرورة تخفيض سومة الانخراط إلى 5000 درهم كحد أقصى. 

صون حقوق المنخرط والحفاظ على صلاحياته الكاملة والمعروفة من تصويت ومشاركة فعلية في برلمان النادي. 

ونحن من جهتنا سنعمل على تعبئة شاملة لشحذ همم أعضائنا وكافة الوداديين ، لملء الفراغ المهول في الجموع العامة والتي تحولت لساحة للتطبيل والتهليل في غياب تام للنقاش الجاد.

ثانيا وتحسبا للموسم القادم ولتفادي الأخطاء الكارثية السابقة، فلا خيار سوى الدخول بقوة في الميركاتو وجلب أسماء من قيمة النادي. 

لا مكان للاعبين بعقود منتهية غير مرغوب فيهم من طرف الجميع ، ولا مكان للأسماء المغمورة بالأقسام السفلى وسنتدخل إن دعت الضرورة لتفادي نفس الكوارث. 

طريقتك في تدبير الميركاتو سيئة، وفي غياب كلي لإدارة تقنية حقيقية. 

كما نعلم كيف تفرط في اللاعبين لأصدقائك، وتفضل المصالح الشخصية على المصلحة العليا للنادي … 

ومحاولة تحميل مسؤولية تفويت هذا اللاعب أو ذاك لجهات أخرى.

للنادي مقر ومن العار أن نرى الانتقالات توقع بالفيلا الخاصة بك، فقليلا من الاحترام لسمعة وهيبة الوداد.

أي لاعب كيفما كان نوعه يمارس في البطولة الوطنية لا نظن أن هناك مانع لكي لا ينضم للفريق، ولا نظن أن هناك فريق يتفوق ماديًا على الوداد. 

وأي تقصير نعلم جيدًا أنك الوحيد المسؤول عنه …

من جهة أخرى فبناء مرحلة جديدة وإعطاء روح للفريق لن يتأتى إلا بغربلة كبيرة للاعبين إنتهت مدة صلاحيتهم وآخرين لا صلاحية لهم من الأساس.

ثالثا لقد ضقنا ذرعا بالتسيير الانفرادي، وبالفراغ المهول الذي يعرفه المكتب المسير ولجانه المختلفة. 

وكأن كفاءات الوداد قد إنقرضت أو أن نادي الوداد الرياضي قد تحول لملكية شخصية لرئيس لا يرى فيه أحدا سواه. 

مكتب مسير قوي ينطلق بتفعيل أدواره وبأشخاص لديهم شخصية قادرين على تحمل المسؤولية. 

حاضرين خلف النادي ويقفون على كل كبيرة وصغيرة، فمن غير المعقول أن نرى أناس من أندية أخرى يمثلون الوداد في منافسات خارجية فقط لأنهم أصدقاء للرئيس. 

سياسة إنعدام الثقة التي تراها في الجميع لم تعد صالحة، ولم تكن يوما صالحة حتى لو إعتقدت ذلك. 

والغربلة التي تحدثنا عنها في اللاعبين يجب أن تشمل بعض الوجوه التي تظهر فقط خلال الجموع العامة. 

وفي مقدمتها المسمى أنور الزين العقل المدبر للمسرحيات إياها، هذا الشخص لا يمكن أن يمثل النادي لأنه لم يكن يوما بالودادي الغيور على ناديه، وتواجده بات يعرقل مسيرة الوداد، وتنقية محيط النادي ينطلق بإبعاده هو وبقية الكراكيز التي يتحكم فيها.

رابعا “الإدارة التقنية”: 

كلمتان لطالما التصقت بهما الصفقات الفاشلة التي نعلم أنك المسؤول المباشر عنها، فأنت الآمر والناهي. 

ولا يمكن لهذا العبث أن يستمر، ولا يمكن أن يضيع النادي ميزانية ضخمة في جلب مدراء رياضيين وتقنيين كديكور فقط. 

وأن يتقاضوا الملايين من أجل أن يتم تحميلهم مسؤولية انتداباتك الفاشلة. 

حان الوقت لوضع قطيعة مع هذا العبث…

لا يمكن أن نتحدث عن الإدارة التقنية، دون الحديث عن مدرسة النادي والتي تتخبط هي الأخرى في مشاكل لا حصر لها. 

تغييرات في الأطر، غياب رؤيا واضحة، قمع المواهب والكفاءات، سيطرة السماسرة وتهريب أبرز اللاعبين …

من العيب أن تصبح مدرسة الوداد عاجزة عن تكوين لاعب أو لاعبين كل موسم في خدمة الفريق الأول.

خامسا: التواصل، الماركوتينغ… 

كم يجب علينا أن ننتظر، لنرى المواقع الرسمية للنادي تشتغل بشكل إحترافي متواصل. 

أليس عيبا أن تتحول الصفحة الرسمية لصفحة متخصصة في نشر التعازي. 

حتى أندية الهواة أصبحت تتفوق علينا في هذا الجانب، والطامة الكبرى هي ممارسة تسريب الأخبار لأصدقائك الصحفيين وحرمان الصفحة الرسمية من الإشتغال. 

أما التسويق والماركوتينغ فنعيش على وقع إحتكار بوتيك بن جلون، وغياب تام لأي نظرة في هذا الجانب الذي ما إن يتم تفعيله حتى يعود لسباته. 

لا منتوجات في المستوى، لا تسويق للوغو، ولا أي حراك وخزينة الفريق هي من تتضرر نتيجة هذا الجمود.

سادسا: الفروع الرياضية 

بعد مهزلة الجمع العام السري الوحيد في ست سنوات، وإقبار الفروع من 17 فرع إلى 6 فروع،  نتيجة إقبار العديد من الفروع التاريخية والحفاظ فقط على القلة الخاضعة. 

أي مستقبل لفروع الوداد الرياضي ؟؟ 

ألا يكفي هذا التخريب الممنهج بغية الحصول على التزكية والاعتماد . 

ماذا بعد ؟؟

هذه المطالب المشروعة ليست وليدة اليوم، بل هي نفس المطالب منذ 6 سنوات مضت. 

أخذت الوقت الكافي في مراوغة وسائل الإعلام المختلفة، وإيهام الأنصار، وعودك الكاذبة والهيكلة التي لم يتحقق منها أي شيء سوى إستهلاك الكلام. 

اليوم لا مجال للهروب وللبحث عن منفذ، ولا داعي لنشر الأبواق المعروفة بغية التمويه.. 

الإصلاحات الترقيعية لم تعد حلا ولم تكن حلا في يوم من الأيام…

لديك شهران من اليوم

العد التنازلي ينطلق الآن، لتنفيذ هذه المطالب المستعجلة. 

وعدم الاستجابة لها، معناه شيء واحد هو أنك توقع على إستقالتك من النادي، ونحن سنقبلها على الفور ودون تردد وسنترجمها على أرض الواقع. 

نحن هنا لنراقب ولنصحح ولن نتوانى في الدفاع وحماية نادي الوداد الرياضي.

“إن التغيير في حد ذاته لا يعني شيئا ولكن المحافظة عليه هي كل شيء”.

عاش نادي الوداد الرياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *