جواد مكرم

لم يكن أكثر الحذرين بسجن تيفلت (2) يعتقد أن وافدًا جديدًا على جناح سجناء الإرهاب، سيوقع على جريمة داعشية بإحدى غرف هذه المؤسسة السجنية، بعدما تمكنت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامةلمراقبة التراب الوطني، في العاشر من شهر سبتمبر الماضي من إحباط مخططات خليته الإرهابية التي وصفت بالبالغة التعقيد“.

كل شيء كان يمضي مساء اليوم الثلاثاء بسجن تيفلت (2)، وفق ضوابط الحياة السجنية، وحده المعتقل عبدالرزاق. ع، الملقب ب «الهيش مول التريبورتور»، والمعروف بعدوانيته، سيحدث حالة إستنفار إثر إقدامه على جريمة داعشية غادرة أودت بحياة موظف في مقتبل العمر .

هذا الإرهابي، الذي كان سيفجر نفسه لحظة إعتقاله في العاشر من الشهر الماضي بمسكنه المتواجد بحي سكيكيمة دوارجمايكا بمدينة تمارة، لم يتأخر في تفريغ الداعشية التي تسكنه حينما قام باحتجاز الموظف القائد المربي الحبيب الهراس،  بالغرفة السجنية التي يتواجد بها، وتعريضه للضرب والجرح بأداة حديدية.

خلال شروعه في هذه الجريمة الداعشية التي إنتهت بمقتل شهيد الواجب الوطني  الهراس، ستتدخل وفق معطيات الجريدة الإلكترونية le12.ma،  فرقة التدخل السريع لتخليص الموظف الراحل من قبضة الإرهابي المعتقل، فاصطدمت بمقاومة شديدة منه، على غرار مقاومته لعناصر البسيج لحظة إعتقاله.

بالعودة إلى تفاصيل حادث مقاومته لقوات مكافحة الإرهاب التي كشفت خطورته وعدوانيته، ستؤكد المعطيات الموثقة في بلاغ سابق للداخلية، كيف حاول المدعو «الهيش مول التريبورتور» ، الموقوف بمدينة تمارة،  تفجير نفسه باستعمال “بوطا كبيرة”.

لقد أبدى على غرار شريك له في مخطط خليته الإرهابية سبق أن إعتقل بمدينة تيفلت،  مقاومة عنيفة اضطرت معها عناصر  التدخل التابعة للبسيج،  لإطلاق أربع عيارات نارية وقنابل صوتية وأخرى مصحوبة بدخان كثيف لحجب الرؤية عن المعني بالأمر، مما مكن من تحييد الخطر وإجهاض التهديدات الإرهابية الصادرة عنه.

القائد المربي الشهيد الهراس
القائد المربي الشهيد الهراس

خطورة هذا الإرهابي، ستظهر من جديد بقوة مساء اليوم الثلاثاء، خلال إقدامه على جريمته الداعشية بسجن تيفلت(2)، إذ على الرغم من تدخل فرقةالسيميالتابعة لإدارة السجون، لشل حركته، فإن ثلاثة موظفين آخرين سيصابون أيضا بجروح أثناء عملية تخليص الموظف الشهيد من قبضة هذا المعتقل الإرهابي.

الهيش وريحة الجنة والذبح

اعترافات خطيرة تلك التي ستكشف عنها المسماة، (ن. هزوجة المسمى عبد الرزاق الملقب ب الهيش،. زعيم خلية المدنالأربعة، الذي ذبح قبل ساعات حارسًا بسجن تيفلت (2)، وأرسل (3) حراس آخرين إلى المستعجلات.

لم تنكر زوجته خلال الاستماع إليها قبل أيام بمقر البسيج، معرفتها المسبقة بكل ما كان يخطط له زوجها وباقي أفرادالخلية من عمليات تحضيرية لشن هجومات إرهابية على مواقع حساسة ونقط أمنية وشخصيات مدنية وعسكرية.

تقول  (ن.ه)، البالغة من العمر 33 سنة، والمتحدرة من حد ولاد فرج، وفق الزميلةالأحداث المغربية، إن زوجها استوصاها بابنتيهما خيرا قبل أيام، وأكد لها أنه «ما يعتزم تنفيذه قد تكون نهايته السجن أو الشهادة التي كان يطلبهامنذ زمن بعيد».

لقد اعترفت على عكس تصريحات إعلامية لها،  بأنها عاينت إقدام زوجها قبل إعتقاله في العاشر من سبتمبر المنصرم، على جلب مواد مشبوهة خبأها بعناية في مناطق متفرقة من البيت وداخل المطبخ، وهي المواد التيحجزتها عناصر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية أثناء تنفيذ عملية تفكيك الخلية.

في ذات التصريح الخطير لهذه الزوجة بحق زوجها الإرهابي، ستكشف سرًا سبق أن همس به في أذنها بكونهيعتزم ذبح أحد سكان الحي الذي يقيمان فيه، حي سكيكيمة بتمارة دوار جمايكا، فقط لشكوكه في اعتناقه للمذهب الشيعي. وأضاف لها «كنشم ريحة الجنة ايلا ذبحتو..!!».

 زوجة الهيش
زوجة الهيش

كيف جرى اعتقال الهيش ومن معه

في العاشر من شهر سبتمبر المنصرم، سيتمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، على ضوء معلوماتاستخباراتية دقيقة، من تفكيك خلية إرهابية تابعة لما يسمى بتنظيمالدولة الإسلامية، وإحباط مخططاتها التي كانت وشيكة وبالغة التعقيد، ولها ارتباطات في عدة مدن مغربية، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لتحييد مخاطر التهديد الإرهابي، وتحصين المملكة ضد المخططات التخريبية التي تراهن عليها التنظيمات الإرهابية.

لقد تم تنفيذ هذه العمليات الأمنية تحت إشراف ميداني لعبد اللطيف حموشي، وذلك  بشكل متزامن بمدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم، ما أسفر عن توقيف خمسة متطرفين، تتراوح أعمارهم مابين 29 و43 سنة، غير أن أحد المشتبه فيهم أبدى مقاومة عنيفة بمدينة تيفلت، محاولا تعريض عناصر التدخل السريع لاعتداء إرهابي، حيث أصاب أحدهم بجرح بليغ على مستوى الساعد باستعمال أداة حادة، قبل أن يتم توقيفه بعد إطلاقعيارات نارية وقنابل صوتية بشكل تحذيري، على غرار  زعيم الخلية، المدعوالهيش مول التربورتور، الموقوف بتمارة، الذي حاول تفجير نفسه باستعمال قنينة للغاز من الحجم الكبير، قبل شل حركته، وتقديمه للتحقيق في انتظار محاكمته، التي  إستبقها مساء اليوم، بجريمة قتل القائد المربي الشهيد الحبيب الهراس، من داخل سجن تيفلت، وإرسال ثلاثة حراس سجن إلى المستعجلات.

شاهد تفاصيل تفكيك خلية الهيش بحضور حموشي 👇

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *