جريدةLe12 :م.س
“فجأة تدهور وضعه الصحي في معركته مع الفيروس التاجي”، هكذا يتبادل صحفيون ورياضيون الحديث حول طيب الذكر وأنيس المجلس المدرب الوطني، فؤاد الصحابي.
محنة أبيض الفؤاد، مع الفيروس الجبان، لم تحصر دعوات الناس له بالشفاء في زاوية محادثات الوات ساب، أو الجلسات الرياضية بمقاهي “لكوايرية”، بقدر ما فاض بحر التضامن ومشاطرة الألم والأمل في الصدور والقلوب، ليغزو الفضاء الأزرق..
يكاد لا يخلوا حائط فايسبوكي، لفرد من أفراد أسرة كرة القدم خاصة ما بين مدينتي القنيطرة والدار البيضاء، من “statut”، الدعاء من صاحب الفضل والرجاء، التعجيل بالشفاء لفؤاد الصحابي..
في هذه الورقة تعرض الجريدة الالكترونية Le12.ma لنهر من بحر في الابتهال إلى واحد أحد فرد صمد بالشفاء لرجل إمتلء قلبه بالوفاء ولا مكان فيه للضغينة والشحناء..
البداية مع البصري شاعر فن المقالة مروض القوافي، مرورا بالخراشي، مرآة الصدق وحكيم الرأي، وصولاً الى شوكري، الفيلسوف الثائر..مطرز رداء المقالة الصحفية بألوان الحقيقة..
البصري ..الصحابي ومقهى “التشويش”
في صباح كل جمعة كان فؤاد الصحابي يتأبط قفشاته ويتجه صوب مقهى “التشويش” ليتناول كأس شاي، حين يكتمل النصاب القانوني للجلسة يمارس الرجل هواية تفكيك قطع غيار الدوري المغربي، يسخر من مدربين أجانب أشبه بعابري السبيل، ومن معارك المدربين وتطرف فئة واسعة من المشجعين.
وفي الزوال يغادر المقهى من الباب الخلفي دون أن يلفت نظر السي ابراهيم. في جلساته تشعر وكأنك في فضاء “الشو” وفي غيابه يظل كرسيه شاغرا وصفحته الفايسبوكية مفتوحة ليل نهار، وهاتفه في حالة تأهب للرد حتى على المكالمات المجهولة.
فؤاد ليس من طينة المدربين الذين يحرضون العلبة الصوتية لهواتفهم على الصحافيين مباشرة بعد تعاقدهم مع فريق، فؤاد لا يمارس حرفة النجارة حين تسأله عن قضية ولا ينثر في وجهك رذاذ لغة الخشب.
اليوم مكانك شاغر، لمتك موزعة بين الكراسي، وابتسامتك مصادرة بتقرير طبي.
جسمك ممدد في غرفة العناية المركزة، أنفاس أصدقائك في القنيطرة والدار البيضاء وطنجة وتطوان وخريبكة ومراكش وغيرها من المدن محبوسة، لا تملك إلا زفيرا من الأعماق ودعوات وابتهالات إلى الرحمان الذي تفوق قدرته قدرة الأطباء كي ينزل الشفاء على جسد أخينا وكل المرضى من السماء اللهم إنا دعوناك للشفاء لهم فلا ترد لنا دعاء”.
الخراشي يسأل الشفاء للصحابي
“اللهم إنك تقدر ولا نقدر، وأنت على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير. نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استغفرت به غفرت، أن تمن على أخينا فؤاد الصحابي بالشفاء التام العاجل، يا رب، ببركة الصلاة على حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم. آمين.. آمين.. آمين..”.
كريم شوكري وصرخة نداء الحياة
بلغ الى علمنا للتو بأن المدرب فؤاد الصحابي يمر بمرحلة صحية عصيبة نتيجة تفاقم تبعات الفيروس التاجي..
أي نعم لا نملك سوى الدعاء للرجل و التوجه للباري جلت قدرته لتخفيف ما نزل، لكن ماذا لو حولنا هذا المصاب الجلل إلى محفل لانتزاع الرجل من مخالب التغول الفيروسي و لو عبر امداده بشحنات التشبث بالحياة..
ماذا لو حولنا عراك الرجل مع صراط الكوفيد إلى مساحة للإلتفاف الجماعي.
نعم، اختلفنا مع فؤاد لحد القطيعة، لكن مقامه المريع بين أجهزة التنفس الاصطناعي ثم الحديث عن ملازمته غرفة العناية المركزة بين يديالرحمان ما لبث يوقظ فينا حسا انسانيا دفينا يحثنا على تحويل هذه النازلة الوبائية التي لحقت بالرجل إلى مناسبة لتوطين قيم المؤازرةالوجدانية و الدعم السيكولوجي لأحد المتيمين بالصرح الحلالي..
نحن نعتصر حرقة تخبط الرجل بين انياب الكوفيد اللعين..
نحن نكابد لوعة قلة حيلته و ارتباك نظامه المناعي إزاء مصاب يتربص بنا جميعا..
و نحن كذلك في منتهى الإيمان بقدرة الباري جل جلاله على الرأفة بعباده و بالتالي جعل الصحابي و من يوجد في نفس كمده البيولوجي بمثابة حالة عابرة تنطوي على غير قليل من فقاعات الانتصار للحياة..
إنه بالضبط نداء الحياة الذي جثم علينا و نحن في قمة الارتباك عقب المعطيات التي تناهت الى علمنا بخصوص الحالة الصحية لفؤاد الصحابي..
لنحول معركة الرجل ضد التغول الفيروسي إلى معترك جماعي للدعاء و الابتهال عسانا نحتفظ بصبغياته الوجودية بين ظهرانينا..
لنحول زفراته السريرية الى زغاريد تملأ مشتركنا الإنساني بدل أن نعلن انطفاء شعلته الإنسانية ألف مرة..
فؤاد الصحابي لا زال حيا حسب معادلة الشهيق و الزفير، لكن هل سيستعيد نبضات الحياة بمقوماتها المتوازنة، فهذا سؤال وجودي لا يحتمل سوى قسط من مراسيم مناجاة الخالق..
شفاك الله و عافاك سي فؤاد، فيما نلتمس من أبناء حلالة و المغاربة قاطبة رفع اكف الضراعة لذي الجلال و الاكرام كي يشمل كل مصابي فيروس كورونا بموفور عنايته..كلنا من أجل نداء الحياة..”.