إعداد: عبدو المراكشي

بعد أن “تمرّدَ” على فريقه السابق دورتموند من أجل التوقيع لبرشلونة، لم يرَ كثيرون في عثمان ديمبيلي لاعبا “مؤهلا” للّعب مع العملاق الكاتلاني. لكنّ أهدافَ الدولي الفرنسي، الذي لم يتأقلم بعدُ (وإن كان كثيرون يفضّلون إطلاق أوصاف أخرى أكثر “إثارة”) تشفع له في أن يحمل قميص فريق برشلونة، بل إنّ أهمية الأهداف التي سجّلها ديمبيلي في الساعات التي لعبها حتى الآن تحت قيادة فالفيردي تُثبت، بما لا يدع مجالا للشك، أن عصمان وقّع مع “البلوغرانا” من أجل أن يكتب مجده الكروي.

وإذا كانت أهدافه “قليلة” بالنظر إلى حجم التطلعات التي تنتظر منه جماهير البارصا، فإن لهذه الأهداف، في المقابل، أهمية كبرى في مسيرة برشلونة حتى الآن. فلنتوقّف عند هذه الأهداف لندرك أن “المراهق” ذا الأصول الموريتانية ربّما بدأ، بالفعل، كتابة فصل من فصول تألقه في فريق دأب كثيرون على تسميته “إف سي ميسّي” (بدل “إف سي برشلونة”).. فقد سجل ديمبيلي:
-هدف اللقب في طنجة أمام إشبيلية في كأس السّوبر؛
-هدف الفوز أمام بلد الوليد في ملعبه؛
-هدف الفوز أمام سوسيداد في ملعب أنويتا؛
سجل في أول مباريات الـ”تشامبيونز” أمام أيندهوفن؛
-سجّل أمام هويسكا في الدوري (في كامب نو)؛
-سجل هدف الـ”ريمونتادا” (rementada) أمام رايو في ملعبه؛
وسجل (أمس السبت) هدف التعادل أمام أتليتيكو في واندا.

وإذا كان هذا “المتهور” من زاوية نظر البعض يملك مهارات وقدرات فنية واعدة، فإنّ سلوكات اللاعب وضعف شعوره بالمسؤولية أو “استهتاره” بالقيمة المفترَضة للنادي الذي يحمل ألوانه وعجزه عن الالتزام في التداريب وتحمّل ضغط محبط ناد بحجم برشلونة… أمور، ضمن أخرى، يجب أن على “الذبابة” أن يُعيد فيها النظر إن هو أراد أن يضمن الاستمرار في “كامب نو”.

https://youtu.be/EGe1K9P2Y-U

في المقابل، على المدرب (فالفيردي) أن يعرف كيف يطوّر “المراهق” الفرنسي الموهوب ويدخله فى اللعب الجماعي أكثر، بدل “معاقبته”، كل مرّة وعند أول هفوة، بـ”ردمه” في دكّة الاحتياطيين. من يدري، ربّما كان بمقدور فالفيردي أن يجعل ديمبيلي لاعبا “مرعبا” بإمكانه، إلى جانب آخرين طبعا، وعلى رأسهم كوتينيو ومالكوم، وحتى مواطنهما آرثر، قيادة هجوم برشلونة في السنوات القليلة المقبلة بعد أن “يشيخ” ميسّي ويتراجع مستواه.

وكتبت عنه “ماركا” الإسبانية إنه منذ بداية الموسم، جلب عثمان ديمبيلي لبرشلونة لقبا وعشر نقط في الدوري بفضل أهدافه. رغم كل هذا، سيظلّ هناك -دوما، وخصوصا في بلداننا التي يفهم فيها كلّ واحد في كل شيء- مَن سيشكّون في قدرة هذا “المشاغب” على ترك بصمته في برشلونة، لكنْ.. لننتظر ونرَ ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة، قبل أن نحكم على… عثمان ديمبيلي.

ودعوني أختم هذه الورقة عن “نجم” قمّة الجولة الـ13 من الليغا بهذا التعليق الذي قرأتُ في إحدى صفحات محبي العملاق الكاتلاني: “لديه (ديمبيلي) فرصة ليصبح أحسن لاعب في العالم لكنْ بشرط… أن تخفيَ عنه والدته الـ”بلاي ستيشن” في مكان آخر غير الدولاب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *