سلا-جواد مكرم 

 

“مات عثمان، قتلوه ولاد الحرام”، لم تكن هذه العبارة سوى واحدة من بين عبارات لوعة الفراق، التي كانت تقابل بها عائلة الدركي القتيل، المعزين والمتعاطفين .

كان يوم الاثنين 12 أكتوبر الأطول في حياة عائلة الفقيد.  سيارة نقل الأموات، تطل من على مدخل زقاق السيكتور” واو”، بحي الرحمة بسلا، حيث نصبت خيمة العزاء قبالة منزل الراحل،  لتتعالى الأصوات:”ها هما جابوه، ها هما جابوه”.

“قومو، قومو، تمدحو لله، يا العاشقين في رسول الله”، بهذه العبارات إستقبلت، نسوة حي الرحمة، جثمان إبنهم عثمان، وهو مسجى في صندوق خشبي..

تدافعت كلمات الشجب والإدانة لمقتل الدركي عثمان بين ألسنة، معارفه وذويه، تدافع المعزين لإلقاء النظرة الأخيرة، على نعشه، كل ذلك في مشهد تقشعر له الأبدان..

موكب جنائزي مهيب

ساهمت تدخل تشكيلات من عناصر الدرك والأمن والقوات المساعدة، في خروج سيارة نقل الأموت من بين كماشة المعزين والمتحلقين، و الوجهة، مقبرة سلا.

موكب جنائزي مهيب، ذلك الذي طبع الرحيل الأبدي للدركي عثمان، إنطلق من حي الرحمة إلى إحدى مقابر سلا، مدينة الأضرحة والصالحين.

“الصلاة على جنازة رجل”، يؤذن بين الناس الإمام، بعدما، أدت فرقة الدرك التحية العسكرية أمام جثمان فرد من أفرداها سرقته طعنة غادرة في القلب..إلى الأبد..

ووري الفقيد الثرى، وبكى والده هذا الفراق بحرقة، وعاد الناس من حيث أتوا، وبقى المكلومين في هذا الفقد المؤلم، حيارى سؤال “بأي ذنب قتل عثمان”.

 

قصة مقتل الدركي…

لم يكن يعتقد أن مقاومته لأفراد عصابة من قطاع الطرق، بعدما إعترضوا سبيله سيكون بمثابة اللحظة الأخيرة في حياته عندما تلقى ضربة غادرة بسكين في قلب الصدر.

هكذا ودّع الدركي الشباب دنيا الناس، مساء الأحد،  بشارع مولاي رشيد بحي مسنانة، بطنجة، حيث كان مسرح الجريمة لا يبعد كثيراً عن مقر “بيت الصحافة”.

كان أمر القدر أسرع من سرعة سيارة الإسعاف، حينما أسلم الروح لبارئها، وهي تسير به نحو  مستعجلات مستشفى محمد الخامس.

المعطيات المتوفرة لدى جريدة Le12.ma، تفيد أن الراحل دركي يتحدر من مدينة سلا، و يعمل بالقيادة الجهوية للدرك بطنجة، لا يتجاوز عمره الثلاثون عاماً.

لقد إستنفر هذا الحادث الإجرامي، مختلف القوات الأمنية بمدينة طنجة، إذ حلت بعين المكان، فرقة عن الدرك، فيما باشرت فرق الشرطة العلمية الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، البحث التمهيدي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، حيث يعتقد أنها حددت هوية المجرمين، في إنظار توقيفهم و تقديمهم جميعا للعدالة.

عصابة القاصرين تتساقط…

بينما كانت الإستعدادات جارية لنقل الضحية من طنجة نحو  مسقط رأسه لدفنه بسلا، ستعلن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، أنها تكمنت في الساعات الأولى من صباح أمس الإثنين، من إيقاف قاصرين، يبلغان من العمر 15 و 16 سنة، وذلك للإشتباه في تورطهما في قضية تتعلق بالضرب والجرح المفضي إلى الموت باستخدام السلاح الأبيض.

بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، سيوضح أنه حسب المعلومات الأولية للبحث، فقد دخل المشتبه فيهما بمعية قاصر ثالث، في خلاف عرضي مع الضحية الذي يعمل في الدرك الملكي، أثناء مروره بحي مسنانة بمدينة طنجة في حدود الساعة الثامنة من مساء أمس الأحد، وذلك قبل أن يعمدوا لتعنيفه وتعريضه لاعتداء جسدي خطير باستعمال السلاح الأبيض، كان سببا مباشرا في وفاته.

عمليات البحث والتحري ستسفر عن إيقاف اثنين من المشتبه فيهم القاصرين، ممن ساهما في إرتكاب الأعمال المادية لهذه الجريمة، كما تتواصل الأبحاث والتحريات لإيقاف المشتبه فيه الثالث، وهو الآخر قاصر السن وقد تم تحديد هويته الكاملة، في حين تم الإستماع لعدد من الشهود الذين عاينوا هذا الحادث وحاولوا التدخل لدفع الإعتداء.

لقد تم الإحتفاظ بالقاصرين الموقوفين تحت تدبير المراقبة رهن إشارة البحث التمهيدي الذي تجريه فرقة الأحداث بولاية أمن طنجة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، بينما تتواصل عمليات البحث لضبط القاصر الثالث الذي يشتبه في كونه المتورط الرئيسي في الإعتداء بواسطة السلاح الأبيض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *