رشيد مشقاقة*
قال صديقي بنبرة حزينة:
-مات المفكر محمد بنشريفة!
-لا ياسيدي، أعمار رجال الفكر لا تقاس بالسنين. العلماء الذين يخشون الله لا يموتون، هم الأهرام الخالدة، يبقون أحياء ما كتب الزمن عمر الحياة.
الرجل الذي استقرأ أخبار رجال العلم والأدب وأعاد سيرهم إلى الذاكرة هيهات أن يموت!
تنسم عبير التاريخ وأنت تفتح كتبه عن القضاة والفلاسفة والأدباء، لتجد الرجل حيا يرزق إلى أبد الآبدين.
استمع إليه وهو يبدي أسفه على الإهمال المفرط في العناية بأخبار رجال الفكر في مشارق الأرض ومغاربها. أبُ المخطوطة بامتياز، خاض في غمارها وأبدع لنا سير رجالات الفكر..
ترسانة من الصحائف نفض عنها غبار اللامبالاة وأعادها إلى الحياة.. عاش الرجل حياته بالسعة. آثر ألا يمر بها كائنا حيّا، لذلك يستعصي أن نقول مات الرجل، فالعلماء خالدون!
بين يدي كتابه عن القاضي عياض وكتب أخرى في خزانتي، أكتفي بالنظر إليها لألمس وجود صاحبها.. أقول لأصدقائي غاب الرجل جسدا، وهو حاضر بيننا، روحا فكرا وعلما.
تغمده الله بواسع رحمته..
*رئيس المنتدى المغربي للقضاة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *