الرباط: le12.ma

مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2020 في الكيمياء للباحثتين الأميركية جينيفر دودنا و الفرنسية إيمانويل شاربينتييه لتطويرهما طريقة لجراحة الجينوم تُعرف باسم “كريسبر-كاس9” (CRISPR/Cas9) كأحد أكثر أدوات تكنولوجيا الجينات دقة. فهذا المقص الجيني و التقنية الثورية الجديدة مكنا الباحثين عبر العالم و لأول مرة من إعادة هندسة أي جزء يشاؤون من الخارطة الجينية للإنسان بدقّة بالغة.

و للتبسيط فهذه التقنية يمكن تشبيهها بالقدرة على تعديل وتصحيح حرف واحد فقط أينما كان موقعه في أي كلمة و أية صفحة من صفحات أي كتاب ولو ضخم مثل الانسكلوبيديا وذلك من دون التسبب بحدوث أخطاء إملائية بسبب هذا التصحيح.

 هذا التطور الشاخص يعني أنه بالوسع الآن القيام بأشدّ التغييرات دقّة وتفصيلاً في أي موضع محدد من حامض على الكروموسومات البشرية البالغ عددها 23 زوجاً من دون إحداث طفرات وراثية أو عيوب جينية غير مقصودة. و يعد بتحقيق طفرة ثورية في علاج طائفة من الأمراض،بدءاً من الأمراض الوراثية و السرطان والأمراض الفيروسية…..

و قد سلط مختبر البيوتكنولوجيا الطبية الضوء على المستجدات العلمية، الأبعاد الطبية ل”جراحة الجينوم والعلاج الجيني” خلال النسخة الرابعة لأيامه العلمية يوم 20 ديسمبر 2016 بكلية الطب والصيدلة بالرباط. و ذلك بمشاركة ثلة من الخبراء الدوليين في هذا المجال من بريطانيا و سويسرا و فرنسا إلى جانب المختصين المغاربة.

 كما كان هذا اللقاء مناسبة لتنظيم طاولة مستديرة جمعت جميع المتداخلين في هذا الميدان لإستصدار توصيات عملية من أجل تطوير استراتجية وطنية تمكن المريض المغربي، كباقي مرضى الدول المتقدمة، من الإستفادة في أقرب وقت من التطور السريع الذي تعرفه تقنية التكنولوجيا الحيوية وتقنيات الجينوم والعلاج الجيني كأحد أهم العلاجات الطبية الواعدة.

*البروفيسور عز الدين الإبراهيمي, مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *