جريدة le12.ma

يبدو أن الوزير الفردوس الذي وجد نفسه فجأة جالسًا على كرسي ثلاثة وزارات، بات من يوم لآخر يؤكد “أن الشغل كبير عليه”، إذ ما أن يبادر إلى اتخاذ قرار معين، حتى ينفجر في وجهه طوفان الغضب.

فعلى مستوى قطاع الاتصال، لا يزال غليان قراره بدعم جمعية ناشئة، لم يهدأ بعد وسط طنجرة قطاع يحتاج إلى وزير “إصلاحي”، لا وزير “إحتماىي”.

 وعلى مستوى قطاع الثقافة، أكد الوزير، من خلال لائحة دعم المحظوظين من الفنانين وأشباه الفنانين وما تشاؤون، قصور نظره وسوء تقديره، عندما تسبب في خروج مئات الفنانين الحقيقيين للإحتجاج أمام وزارته، وأمام تمثيليتها بمختلف مدن المملكة، مع إستعداد آخرين نقل إحتجاجهم إلى الرباط، و ما لذلك من مخاطر،  في زمن تفشي وباء كورونا.

وفي خضم، تسبب قرار”الدعم الفردوسي”، للمحظوظين، في صب مزيدا من الزيت فوق نيران الإحتقان الإجتماعي كان يمكن أن تكون، الدولة والمجتمع في غنى عنه، واصل هذا المسوؤل، حصد الأخطاء، عندما حمل معاول محو شخصيات ركائز الإصلاح من هيكلة قطاع الشباب والرياضة.

الوزير الفردوس، المنتمي إلى حكومة “الكفاءات” التي كشفت أزمة كورونا أنها فاشلة في إبداع أي تصور يعكس كنيتها إلا من رحم ربي من أعضائها، لم يسلم من قرارته المفتقدة للمسة رجل دولة، حتى هذا القطاع الشبابي والرياضي الحيوي الذي ظل لسنوات محط تربص قوى الظلام….. علما أنه من مفروض في أي وزير، الحرص على حمايته من أي إختراق مفترض، أ كان مصدره أتباع ياسين، أو أتباع الإخوان..

لقد تابع الجميع، كيف سارع الوزير الذي لم يعد خاف على أحد كيف عادت على عهده قيادات في الحزب الاغلبي محاولة حشر أنفها في شؤون قطاعاته دون رادع، إلى إعفاء طارق اتلاتي، المدير بالنيابة للمعهد الملكي لتكوين الأطر، بعدما كان قد شرع في تنظيف المعهد من مختلف التوظيفات الانتهازية، وجعله مرفقا رياضيا للرياضيين دون غيرهم.

القرارات الرعناء للوزير، لم تقف عند تلك التعسفات، بقدر ما تواصلت لحصد مزيدا من الضحايا، عندما وقع دون أن يرف له جفن، قرار إعفاء كفاءة وطنية من قيمة السيدة نادية بنعلي من منصب الكاتبة العامة لقطاع الشباب والرياضة، في ضرب لتوجه الدولة والقوى الحية في تمكين المرأة، بعدما ظلت هذه السيدة، تربط الليل بالنهار في حل مشاكل قطاع، يبدو أن الوزير، عجز عن فهم مركزيته عند الدولة والمجتمع.

والحقيقة، أنه لا عجب من سماع هكذا قرارات، صادرة عن وزير في حكومة “الكفاءات في بلاد  العجائب”، عندما تجد أن رئيس الحكومة،  الذي آجل بالأمس  التأشير على تعيين طارق أتلاتي لشهور لنية في نفس يعقوب،  بارك اليوم  قرار الوزير الفردوس، بتنحية كفاءة نسائية، لعمري هي أكثر  كفاءة وخبرة من عدد من المحيطين به في ديوانه، بل و من أعضاء في حكومته.

إنها حكومة الكفاءات في بلاد العجائب.. فلا تبكي يا إمرأة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *