قلم: محمد حركات

تبعا للتحولات الجيواستراتيجية والجيواقتصادية العميقة التي يعرفها العالم في زمن جائحة كوفيد-19 وما نتج عنها من أزمة شاملة غير مسبوقة في منظومة الإنتاج الليبرالي المتوحش بحكم تنامي الوباء المقرون بتزايد الكساد في المرافق الاجتماعية والتضرر في الصحة والتعليم و إستفحال التفاوت والبطالة والحرمان، لاسيما في صفوف الشباب والفئات الاجتماعية الهشة و ما نتج عن ذلك من تغيير جدري في المفاهيم السائدة في الاقتصاد السياسي للتنمية وميلاد مفاهيم وبراغمات جديدة خاصة فيما يتعلق بالسلع الإنسانية الكونية المشتركة من صحة وتغدية وبيئة ورعاية اجتماعية وسيادة وحكامة ديمقراطية و اقتصاد معرفة وأمن اجتماعي شامل يحق للمرء ، على ضوء ذلك ، أن يتساءل عن مدى نوعية العرض السياسي للأحزاب الذي ستقدمه للرأي العام وللمواطنين وللشباب خاصة في وقت تعاني فيه هي نفسها وفي معظمها من كساد كبير في التفكير الإستراتيجي وغياب العمل بمراكز الفكر والدراسات العلمية؟.

كيف ستتغلب ثقافة الخلق و الإبداع والتفكير العلمي والعملي الرصين، القريب والبعيد الامد ، هنا والان، على عقلية الريع الحزبي البالية السائدة عند غالبية قادتنا السياسيين الحزبيين؟.

هل في إستطاعة هؤلاء “القادة” على اقناع الناخبين- وطنيا ومحليا- من خلال بلورة برنامج عملي وعلمي في خدمة مصالح ومشاريع كبرى للأمة ، بدل خدمة منظومة التفاهة والإنتهازية و المصالح الضيقة والريع الحزبي، وفق بناء حلم جديد رحب قوامه الثقة المتبادلة، والكفاءة ، والغيرة الوطنية، والعلم والمعرفة، و الرؤية الإستراتيجية والقدرة على طرح الاسئلة الشائكة الكبرى في البلاد في خضم الأزمة؟.

*محمد حركات: أستاذ جامعي ومحلل اقتصادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *