le12.ma

كما هو دأبهم منذ عقود، انخرط سكان مدينة سلا في احتفالات “موسم الشموع”، الذي يخلدون من خلاله ذكرى المولد النبوي الشّريف.

في هذا الإطار، شهدت المدينة، أمس الاثنين، تنظيم الموكب، الذي يجسّد التشبث الوثيق لسكان المدينة بعادات وتقاليد اعتادوا الاحتفال بها منذ أربعة قرون.

وقد جاب “موكب الشموع”، الذي انطلق بعد صلاة العصر من “باب بوحاجة” الأثري، وصولا إلى ضريح سيدي عبد الله بن حسون، أهم شوارع المدينة، التي خرج إليها المئات لمتابعة مسار الموكب، الذي طبعته مشاركة مجموعات فولكلورية قدِمت من كل جهات المغرب.

وتجذب هذه التظاهرة السنوية، التي نُظمت تحت الرعاية الملكية، والتي تتفرّد بها سلا، عددا متزايدا من الزوار والسياح الأجانب عاما بعد آخر، في احتفال يعكس تاريخا حافلا بالتقاليد العريقة لطائفة الشرفاء الحسّونيين.

وقال عبد السلام البكاري، منسق التظاهرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي، إن الشموع، التي تزن كل واحدة منها 50 كيلوغراما، تشكٌل فسيفساء مثبتة على هياكل خشبية تتخذ هيأة مآذن أو خلايا نحل.

وتحدّث عبد المجيد الحسوني، نقيب الشرفاء الحسونيين، للمنبر نفسه عن أهمية هذا الحدث، المنظم هذه السنة بشعار “التواصل الحضاري: ثقافة السلام”، في أفق النهوض بالحوار والتفاهم والتسامح بين الشعوب والأديان. وتابع أن هذا التقليد يعود إلى عهد السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي، الذي تأثر ،خلال زيارته إلى إسطنبول، بالحفلات التي كانت تنظم هناك بمناسبة المولد النبوي الشريف، فأعجب باستعراض الشموع على الخصوص.

ونُظم أول موسم للشموع في سلا في 990 هجرية، والذي احتفل خلاله سكان المدينة بموكب شموع زاخرة بألوان بهيجة، أبدعها صنّاع تقليديون بمهارة حرفية وتفرد.

وهكذا انبثق، في الضفة اليمنى لأبي رقراق، استعراض موسم سيدي عبد الله بن حسون، الذي تتوارثه الأجيال وتعمل على إحيائه منذ عهود، احتفاء بعيد المولد النبوي الشريف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *