جمال أزضوض

عُرف لدى العرب مثل شهير يقول أن “مصائب قوم عند قوم فوائد”، نفسها الفوائد التي يحاول البعض جنيها من جائحة أبطأت دقّات قلب العالم، ففي الوقت الذي يتحّدث الخبراء في مجال الصّحة عن كون الكمامة الواقية جزء من الوقاية وليست “لقاح”، أي بما معناه أنه بإرتدائك لكمامة لست بمنأى عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، نجد البعض يسوّقها على أنها “العصا السحرية” الطاردة للفيروس.

هذه الكمامة التي تحوّلت وظيفتها لدى أغلب المغاربة من “كمامة واقية” إلى “كمامة أمنية”، أي تقي مرتديها من أداء 300 درهم لرجل الأمن، أضحت مطلوبة أكثر من ذي قبل، “هؤلاء يخافون الغرامات المالية أكثر من كورونا نفسها” يقول سائق سيارة أجرة.

إزدياد الطلب على الكمامة “الواقية”، سيفرز لنا إشكالا صّحياً قد تكون تبعاته أكثر من تبعات فيروس كورونا، فبينما يستعمل الشخص كمامة واحدة طول الوقت، يضعها لدى خروجه من المنزل، أسفل ذقنه، سوار في يده، ربطة عنق في أحد أزرار قميصه، ثم يضعها على أنفه بمجرّد مرور سيارة شرطة أو عون سلطة، ثم يعيدها إلى مكانها بعد ذلك، نجد البعض يبيعها في “السويقات” مثلها مثل الجوارب، ينادي بدرهم أو درهمين، خذ ما تشاء، “سامبل” أو بألوان، إختر التي بها شعار فريقك المفضّل، يمكنك إعادة غسلها أكثر من مرّة.

الكمامة الواقية التي كانت بالأمس القريب، لا تباع إلا في الصيدليات، وينصح الخبراء بإستبدالها خلال 4 أربع ساعات كأقصى حد، أضحت سلعة تُعرض على الأرصفة وتتعرّض لأشعة الشّمس والغبار، ناهيك عن سؤال صحّية إرتدائها بالأساس ومن أشّر وسمح بغزوها للأسواق؟

نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، تداولوا عددا من الصور لهذه الكمامات التي قالوا عنها أنها ردئية ويستحيل أن تقي من عدوى الفيروس، مشيرين إلى أنها (كمامات السويقات)، يمكنها أن تؤثر على الجهاز التنفسي لمرتديها على المدى البعيد، كل هذا، يضيف النشطاء، “على مرأى ومسمع من السلطات”، مطالبين في الوقت ذاته بالتدخّل وحجز هذا النوع من الكمامات التي تضر أكثر ممّا تنفع وسحبها من الأسواق ومحاسبة مروّجيها وفتح تحقيق في مصدرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *