محمد ياسين

استيقظ هذا الصباح مصدوما على خبر نعيك، وأنا الذي تعودت على  الفواجع، لكن وقع الصدمة كان أكبر وأقسى. 

هكذا الرحيل الأبدي، يكون قاسيا. وكلماتي تعجز عن التعبير عن حزني لرحيلك المفاجيء، فالموت لا يستشير ولا ينذر ولا يرجيء.

فقدانك فاجعة كبرى، وموتك صدمة قاسية لأصدقائك وزملائك ومعارفك، ورزية لأسرتك، والبلد الذي اخترته وآواك وجعلته بمنزلة وطنك. 

سنفتقد فيك الإنسان، والمناضل الصامد، والصديق النصوح، والزميل والأخ. 

كلنا سنموت يوما عندما يأتي أجلنا وهذا قدرنا، والموت نهاية محتومة لكل كائن، فلا تبتئس فإن بك لاحقون يوما.  

وأنا أطلع على خبر نعيك تذكرت حكاية وقعت لي معك:   

في إحدى المرات كنت أمر بشارع محمد الخامس وكان محمود معروف واقفا عند “الروبيو” بائع الجرائد، لم أنتبه إليه فقد كنت شارد الذهن كعادتي. وقف الرجل ينتظر أن أبادره بالتحية، ولكني لم أفعل ومررت به دون ألتفت إليه. على بعد خطوات منه تبعني وأمسك بذراعي وقال معاتبا: 

– حرام عليك يا أخ استخسرت فينا حتى السلام 

التفت إليه وأنا مندهش وأجبته 

– أعتذر منك ياعم (كما كنت أناديه) لم انتبه لوجودك ولم أراك أصلا 

ابتسم ابتسامة عريضة وبروح الدعابة والسخرية التي كان يتمتع بها رد علي قائلا 

– أطول، وأكحل، وأعور كمان !!!!!!، وما فائدة النظارة التي تضع في عينيك إذا لم تسمح لك برؤية محمود معروف؟. 

رحمك الله صديقي، وجعل مثواك الجنة. سنفتقدك كثيرا.

*صحفي مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *