Le12.ma

خلف القرار الأخير لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني، القاضي باعتماد التعليم الحضوري خلال الموسم الدراسي المقبل وترك فرصة الاختيار للآباء في التقرير بشأن اختيار مصير أبنائهم التلاميذ بين التعليم الحضوري أو “عن بعد” الكثير من الجدل في أوساط الشغيلة التعليمية والأسر المغربية وآباء وأولياء التلاميذ ، حيث أجمع الجميع على إعتباره قرارا متسرعا وغير واضح ، وهو الموقف نفسه ، الذي عبر عنه محمد النحيلي المنسق الوطني لاتحاد آباء وأولياء التعليم الخاص بالمغرب في هذا الحوار الذي أجرته معه الجريدة الإلكترونية le12.ma، داعيا إلى ضرورة التراجع عن هذا القرار وتأجيل الدخول المدرسي ، في ظل الوضعية الوبائية المقلقة ، إلى غاية شهر يناير المقبل.

 وفيما يلي نص الحوار.

 حاوره: مصطفى قسيوي

 

– كيف تلقيتم داخل إتحاد آباء وأولياء تلاميذ التعليم الخصوصي قرار وزير التربية الوطنية القاضي بإعتماد التعليم عن بعد خلال الموسم الدراسي المقبل وترك الفرصة للآباء للإختيار بين تعليم أبنائهم عن بعد أو بشكل حضوري ؟

* هذا البلاغ المتسرع نعتبره، رد فعل إتجاه إتساع دائرة المطالبين بتأجيل الدخول المدرسي إلى غاية شهر يناير 2021 وتدخل غير محسوب من أجل فرملة المد الجارف للتعبئة الوطنية للآباء والأمهات دافعي الضرائب، فالواضح فقط من إخراجه تحديد تاريخ الدخول المدرسي يوم 7 شتنبر 2020 في حين لم يستطع وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، إصدار قرار حاسم في كيفية التدريس خلال الموسم الدراسي الحالي ويحمل مسؤولية القرار لآباء وأولياء التلاميذ في إختيار نوع التدريس لأبنائهم بين الحضوري والتعليم عن بعد، وهو ما يعبّر عن عجز الوزارة على اتخاذ القرار المناسب في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها بلدنا ويؤكد أن  الوزارة ليست لديها أية إستراتيجية وليس لديها أي منظور.

– لكن ما داعي تخوف آباء وأولياء التلاميذ من قرار إعتماد دخول مدرسي حضوري ؟

* أعتقد أن تخوف الآباء والأمهات تجاه سلامة صحة أبنائهم المتمدرسين هو تخوف مشروع وهو نفس التخوف الذي عبر عنه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، مساء يوم الخميس 20 غشت 2020 في خطابه السامي الموجه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى 67 لثورة الملك والشعب،  من إستمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، لا قدر الله، والرجوع إلى الحجر الصحي الشامل، بآثاره النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

وهذه الوضعية المقلقة تدعونا جميعا إلى المزيد من الحذر والالتزام الواعي والمسؤول وما تقتضيه من ضرورة تأجيل الدخول المدرسي إلى غاية شهر يناير 2021 حفظا للنفوس وسلامة أرواح المواطنين لاسيما أننا نتحدث عن 10 مليون مغربي معني بالمنظومة التعليمية والتكوينية من تلاميذ وطلبة ومتدربين وموارد بشرية أي ما يقارب ثلث من ساكنة المغرب.

ومن هنا تظهر المعادلة الصعبة للتوفيق بين الحق في الحياة والحق في التعليم حيث يصنف الحق في الحياة وفي الصحة كأولوية الأولويات ، وبناء عليه أثار مقرر وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المتعلق بتنظيم السنة الدراسية 2020-2021 الصادر في 5 غشت 2020 تحت رقم 29-20  ، نقاشا عموميا كبيرا وخاصة لدى آباء وأولياء التلاميذ وجعلهم يتخوفون على صحة وسلامة أبنائهم وجودة التعليم الذي سيتلقونه في ظل حالة الطوارئ الصحية.

لقد تتبعنا الجهد والتعبئة الاستثنائية التي تطلبها إجراء امتحانات البكالوريا التي تطلبت أياما بنهارها وليلها وتطلبت تسخير وسائل مادية عديدة منها مواد التعقيم وأجهزة قياس درجة الحرارة عند كل دخول، مع التوفير المجاني للكمامات وضرورة التعقيم القبلي والبعدي للأوراق والأماكن. امتحانات تجندت لها موارد بشرية مهمة بما في ذلك لجان مراقبة من قطاعي الصحة والداخلية بل تطلب تحويل قاعات رياضية ومدرجات كفضاءات لإجراء هذه الامتحانات والتي كانت تهم فقط441 ألف مترشح للباكالوريا فبالأحرى الحديث عن 9  مليون تلميذ وطالب ومتدرب وما يقارب مليون من الموارد البشرية وحركيتهم بالفضاء العمومي ووسائل تنقلهم فضلا عن مشكل الاكتظاظ وتدني مؤشرات التأطير التربوي والمدرسي وتدبير الزمن المدرسي

– إذن أنتم داخل الإتحاد ترون أن هناك مخاطر محتملة للدخول المدرسي المقبل ؟

* أكيد أن عودة التلاميذ للمدارس يعد مخاطرة كبيرة تهدد صحتهم وسلامتهم، لأنه يستحيل اعتماد التباعد في مدارس مكتظة أصلا، بل هناك مؤسسات تعليمية كانت أساسا بنايات معدة للسكن وتم تحويلها لمدارس… كما يصعب على الأطفال التقيد بالإجراءات الاحترازية الصحية.

كما أن الآباء والأمهات لا يرغبون في إعادة كابوس ما سمي بالتعليم عن بعد والذي ثبت فشله بإعتراف ضمني لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بعدم نجاح خطة التعليم عن بعد في الحفاظ على العملية التعليمية في نفس النسق، وأكد أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعوض التعليم الحضوري، حيث سخر لضمان الاستمرارية البيداغوجية.

كما ان له تأثير كبير على سلامة وصحة المتعلمات والمتعلمين ولا يضمن الإنصاف وتكافؤ الفرص بين جميع المتعلمات والمتعلمين، فضلا عن عدم مراعاة التفاوتات الحاصلة بين الأسر في مجال تأطير ومواكبة بناتهم وأبنائهم وتوفير الظروف المواتية لمتابعة دراستهم بإنتظام، وبالمقابل عدم تمكن نسبة لا يستهان بها من التلاميذ والطلبة من المتابعة ما استوجب خلال السنة الدراسية المنصرمة حصر مضامين الامتحانات على الدروس الحضورية.

– ما هي مقترحاتكم للخروج من هذا الوضع الملتبس؟

 * نحن داخل اتحاد آباء وأولياء تلاميذ التعليم الخصوصي ، نطالب الوزارة الوصية بضرورة التراجع عن هذا القرار ونطالب بتأجيل الدخول المدرسي إلى غاية شهر يناير المقبل، استجابة للأصوات المتعالية للآباء والتي عبرت عنه ما يقارب 77 في المائة من المستجوبين في استقراء الرأي الذي نظمه اتحاد آباء وأولياء التلاميذ بمؤسسات التعليم الخصوصي بالمغرب من أجل تهدئة المخاوف السائدة ورفع الغموض عن الدخول المدرسي

بإعتماد المقاربة التشاركية التي ينص عليها دستور المملكة مع كافة المعنيين بالمنظومة التعليمية، كما أنه عند اتخاذ القرارات المصيرية، بإستحضار مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل إعتبار، ولا يمكن أن نجعلها رهينة مصالح فئوية، أو مجاملة لجهات معينة لكسب ودها أو حماية لمصالحها.

غايتنا أننا نريد عودة سالمة آمنة لأبنائنا وبناتنا لمدارسهم ولا نريدها بؤرا وبائية تتهدد الأمن الصحي لبلادنا.

 

  • محمد النحيلي

– المنسق الوطني لاتحاد آباء وأولياء التلاميذ بمؤسسات التعليم الخاص بالمغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *