بقلم: إدريس الكنبوري

بعد أسابيع من الاحتجاجات في مالي سقط النظام أمس واعتقل الرئيس أبو بكر كيتا.

فرنسا لم تنم ليلة أمس. قناة فرانس 24 الفرنسية مع أخبار مالي أصبحت مثل قناة الجزيرة مع أخبار مصر. والسبب أن فرنسا لا تريد أن تقع البلاد في يد ديمقراطيين أو وطنيين بل تريد خونة. وهذا أمر طبيعي طبعا.

الاحتجاجات وقف وراءها علماء كبار، ومالي معروفة بتاريخها. أحدهم كبير العلماء وكان رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في البلاد.

لكن الإعلام ركز على الجنرالات الذين أسقطوا الرئيس بعد الاحتجاجات التي سقط خلالها قتلى، مثل الربيع العربي، وحراك الشارع. من في الشارع؟ لا أحد. الشارع وحده.

وهذا فقط لتفهم بأنه لا يوجد علماء نائمون. في كل العالم الإسلامي هناك علماء يتصدون للإصلاح والتغيير وينزلون إلى الشارع. لكن منذ 1924 لا يسمح للعلماء بغير القراءة على القبور.

القضية الأخرى المهمة أن العلماء والشعار الديني هو الذي ينهض، ثم يأتي من يركب في القاطرة ويجر القطار نحو المحطة، وأحيانا يتدخل ميكانيكيون ماهرون مغامرون يفكون الارتباط بين القاطرة والمقصورات، ويدعونها ترجع إلى الخلف وتسقط في الخلاء.

البلد الوحيد الذي لم تنجح فيه هذه العملية هي إيران. حاول الحسن بني صدر أن يركب القاطرة ويرخي المقصورة التي كان بها الخميني. لكن الخميني كان ذئبا، مثل سكان الكوفة. دفعوا عليا إلى القتال ثم هربوا. لكن الذي هرب هذه المرة هو بني صدر إلى فرنسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *