بقلم: أحمد الدافري (ناقد فني وخبير في الإعلام والتواصل)

صباح الخير..
هذه عشر وصايا كتبتها الآن لابني وابنتي، وسأطبعها وأضعها في درج خزانة ملابسي حين يتوفر لدي الوقت..

1- احرصا دائما على أن يتعب ذهنكما من التفكير إلى أن تشعرا بأنكما أصبحتما أحمقين.. فإن كان الذي لا يفكر هو شخص أحمق، فإن الذي يفكر كثيرا هو كذلك أحمق .

2- إن لم يسبق لكما أن فكرتما في شيء، وطُلب منكما أن تعطيا رأيكما فيه، فاطلبا مهلة للتفكير.. فالذي لا يتمهل ويجيب قبل أن يفكر، مثل الأحمق الذي يجتاز الطريق دون أن ينظر يمينا ويسارا..

3- عندما تكونان وسط جماعة من الناس لا تحاولا أن تكونا مثلهم. بل دققا النظر في ما يقولون وفي ما يفعلون، وفكرا في أن تجعلاهم يفكرون في أن يكونوا هم مثلكما.. فالذي يقلّد الناس فقط ليكون مثلهم، مثل الأحمق الذي يرتدي جلبابا مقلوبا ويعتقد أنه يرتدي آخر صيحات جلابيب العصر.

4- حين تمارسان عملا، استريحا حين تشعران بالإنهاك.. فالذي يحمّل جسده ما لاطاقة له به بالعمل أو السهر أو بالتمرين، مثل الأحمق الذي يجري في الشارع محاولا أن يسبق الحافلات..

5- إن طلب منكما أحد أن تتحدثا عن نفسيكما، قولا له بأنكما لم تنتهيا بعد من معرفة من أنتما، ولا تبحثا عن أن تثبتا أنكما بطلان خارقان. لأن الذي يحاول أن يُظهر للناس أنه بطل خارق، مثل الأحمق الذي يعتقد أن له جناحين، وأنه يمكن أن يُحلّق في السماء.

6- ساعدا الناس ما استطعتما إلى ذلك جهدا، و لا تنتظرا أن يساعدكما أحد من الناس.. فالذي يتوقع أن يتعامل معه الناس بمثل ما يتعامل به معهم، مثل الأحمق الذي يظن أن الحوت لن يلتهمه إن هو غرق، لأنه وجد يوما سمكة ترتعش في الشاطئ فرمى بها داخل البحر.

7- إن أحببتما شخصا دافعا عنه ولا تخوناه. وإن تأكدتما أنه لايبادلكما الحب ويستغل حبكما له في قضاء مآربه، توقفا عن حبه دون أن تأذياه.. فالذي يؤذي من كان يحبه، مثل الأحمق الذي يضرب قطة خدشته..

8- لا تحاولا أن تظهرا لشخص مؤمن بفكرة ما حول الوجود، أن فكرته غير سليمة. بل حاولا إفهامه أن ما يؤمن به ليس وحده ما يعكس الصواب.. فالذي يعتقد أنه وحده من يفهم حقيقة الأشياء، مثل الأحمق الذي يظن أن القرية التي يقطن فيها هي مركز العالم..

9- إن وجدتما نفسيكما في مواجهة سلطة تريد بكما السوء ولا قٍبل لكما بالانتصار عليها، فاطلبا الهدنة وتوقفا مؤقتا عن الصراع إلى أن تصبحا قادرين على المواجهة.. فالذي يتصارع مع ما لاطاقة له به، مثل الأحمق الذي يقف في السكة الحديدية محاولا أن يوقف القطار..

10- إن انتصرتما يوما على شيء ما، فابقيا دائما محترسين منه.. فالذي يعتقد أن الانتصار يكون مطلقا، مثل المُقامر الأحمق الذي يراهن دائما على نفس الحصان..
وهذا ما كان..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *