le12.ma
نُظّم مساء أمس الجمعة في معهد سيرفانتيس -مراكش، حفل تقديم الطبعة المزدوجة (عربية -اسبانية) لكتاب “ما قبل الكلمة، مختارات لماريا ثامبرانو” للشاعرة والفيلسوفة الإسبانية.
والكتاب، الذي يضمّ قصائد ومقالات ومقتطفات ذات أهمية حول الفكر الشعري الذي ترجمه عدد من الأساتذة المغاربة، هو ثمرة “مشروع بوثينار الثقافي” (برنامج الترجمة والنشر لشعراء سيرفانتيس بالعربية) وهي المبادرة التي تبناها معهد سيرفانتيس -مراكش، بشراكة مع سفارة إسبانيا في المغرب وبدعم “دار خوستو” ومؤسسة ماريا ثامبرانو.
وحضر الحفل كل من بورخا موارتي، المستشار الثقافي للسفارة الإسبانية في المغرب، ورئيسة مجلس الدولة الإسباني وماريا تيريزا فرنانديث دي لابيغا، رئيسة مؤسسة “نساء من أجل إفريقيا”، وبولاندا صولير أونيس، مديرة معهد سيرفانتيس، ومترجمي الكتاب ومؤطريه وشخصيات من ميادين الفكر والأدب والإعلام.
وقالت ماريا تيريزا فيرنانديت، التي أسهمت في هذا المشروع الثقافي، إن كتاب ماريا ثامبرانو يحمل في طياته العديد من الأفكار التي تساير العولمة التي يعيشها العصر الحالي، إذ “تحدثت فيه عن مطالبة المرأة بحقوقها وبالديمقراطية والاحترام الذي يجب أن يكُنّ لها كطاقة بذلت جهودا للمساهمة في الثورة التنموية التي يعرفها العالم”.
ونوّهت فيرنانديت بمواصلة الشاعرة ثامبرانو نضالها عبر الكتابة للدفاع عن حقوق الإنسان باعتبارها “واحدة من أولئك الأشخاص الذين خرجوا من إسبانيا في اتجاه أمريكا اللاتينية وهم يحملون أمتعتهم من أجل البحث في أغوار عالم آخر يتقاسم مع بلدها اللغة الإسبانية”. وقالت إن الشاعرة ثامبرانو، التي تزاوج بين الشعر والفلسفة، تجسد في كتابها رمزا للتنوع والتعدد ولفهم الآخر ففلسفتُها شعر وشعرها فلسفة.
وقالت مديرة معهد سيرفانتيس في مراكش إن “هذا الكتاب يرسخ برنامج بوثينار، الذي يهدف إلى إعداد ترجمات عربية لأعمال الشعراء الحاصلين على جائزة سيرفانتيس التي تعادل جائزة نوبل للأداب، قائلة “كم كنا محضوضين هذه السنة للغوص في كتابات شاعرة استطاعت أن تجعل من أدبياتها لغة للتواصل والتعبير من أجل الوصول إلى الحقيقة”، مضيفة أن ماريا ثامبرانو استطاعت أن تصل بشعرها إلى الذين لا يتحدثون اللغة الإسبانية ولم تستغن عنه للوصول إلى غاية محددة.
ومن جانبها، قالت ماريا ثامبرانو، المحتفى بها، إن “ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية تأتت بفضل جهود مجموعة من الشباب المغاربة الذين ركبوا غمار التحدي من أجل بلورة هذا المشروع على أرضية الواقع، بدعم من السفارة الإسبانية في المغرب ومعهد سرفانتيس في مراكش”. وتحدثت عن أهمية تحقيق السلم وعدم الشعور بالخوف من خلال الكتابة الشعرية والأدبية التي تمثل جسرا للتواصل بين مختلف الثقافات العالمية، قائلة إن “مطالعة هذا الكتاب ستولد لدى القارئ الإحساس بالمسؤولية ويخلق لنفسه لحظة سلام”.
يشار إلى أن هذه المبادرة الثقافية تروم تقديم أعمال الشعراء الحاصلين على جائزة ميغيل دي سيربفنتيس للآداب باللغة الإسبانية، التي تعد أرفع تكريم أدبي وثقافي للكتاب والأدباء في الدول الناطقة بالإسبانية، وكذا دعم وتعزيز الحوار بين الثقافات وتكوين مترجمين شباب والإسهام في دعم الأعمال الأدبية الإسبانية التي ينجزها شباب مغاربة.
وأثّرت الشاعرة والفيلسوفة ماريا ثامبرانو في الحياة الثقافية المعاصرة في العديد من البلدان الناطقة بالإسبانية، كما أنها أول شاعرة تفوز بجائزة سيرفانتيس الأدبية الرفيعة (1988) وكذا بجائزة أمير أستورياس (1981).