الرباط: le12.ma

أصدر ” معهد الصحافة الدولي” (IPI) الذي يوجد مقره في فيينا تقريراً مقلقاً بشأن الحريات الصحافية في ظل جائحة أدخلت هذا العالم في دوامة وحيرة غير مسبوقة.قبل أن أخوض في تفاصيل التقرير، أود توضيح مسألتين يحدث بشأنهما الكثير من الخلط.
الأولى عندما نقول “صحافة” يعتقد بعض الناس أن ذلك يعني الصحافة الورقية ، في حين أن “صحافة” تعني المكتوب والمسموع والمرئي، والصحافة باتت تدمج كل هذه العناصر مع بعضها بعضاً أو ما يعرف بالوسائط المتعددة ( multimedia).
الأمر الثاني، يحدث خلط أيضاً بين “الأخبار الزائفة” (fake news) والأخبار المضللة (Misinformation).
انتشر مصطلح “الأخبار الزائفة” في الفترة الأخيرة، ويقصد به أن وسائل إعلام تنشر أو تبث أخباراً دون التحقق من صحتها، في حين أن” الأخبار المضللة” تكون متعمدة لتضليل الناس أو بعض الفئات، أي أن من يكتب مثل هذه الأخبار أو يبثها يتعمد التغليط.
أعود الآن إلى التقرير، ربما يكون مفاجئاً أن يتحدث تقرير من مؤسسة وازنة عن مضايقات يتعرض لها صحافيون..في أربع دول أوروبية وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا.
أنقل لكم فقرة من التقرير في هذا الشأن”أصبحت هناك مخاطر على الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين يغطون الاحتجاجات والمظاهرات رصدنا منها 120 حالة ، وعرف هذا العام احتجاجات غير مسبوقة في جميع أنحاء أوروبا، تغطي قضايا تعامل الحكومات مع وباء ” كوفيد 19″ والعنصرية والاحتجاجات اليمينية..حيث تعرض صحافيون للمضايقة والتهديد اللفظي”.
في المجر تعمدت الحكومة تشويه سمعة الصحافة الناقدة بل تقويضها. وفرضت قيوداًعلى حرية الإعلام بسبب الوباء.وطالت الرقابة في سلوفينيا حتى وسائل الإعلام الحكومية.
وفي اسبانيا قدم حزب “فوكس” اليميني مشروع قانون إلى البرلمان يهدف إلى تنظيم عملية “تقصي الحقائق”، وينص هذا المشروع على أن” الشبكات الاجتماعية والمدونات ووسائل الإعلام التي تنشر موادها عبر الانترنت” لابد أن تعلن عن توجهاتها السياسية.
يقول تقرير” معهد الصحافة الدولي”إن اليمين الأسباني يعمد إلى كبح استقلالية الصحافة في إسبانيا، على الرغم من أنه يشكك في حصول المشروع على موافقة البرلمان الإسباني.
الملاحظ أن التقرير ركز على أوروبا، لسبب منطقي، إذ أن أفضل ظروف يمارس فيها الصحافيون عملهم توجد فعلياً في القارة العجوز، فإذا كان تداعيات الجائحة أدى إلى “انتهاكات” في أوروبا ، ترى كيف ستكون الأوضاع في البلدان السائرة منذ عقود ” في طريق النمو”.
أختم بعبارة قالها بوب وودوارد وهو في تقديري أفضل صحافي في مجال الصحافة الاستقصائية في التاريخ . يقول بوب ”أعتقد أن الصحافة تقاس بجودة المعلومات التي تقدمها، وليس الدراما المرتبطة بها”.
*طلحة جبريل صحافي وكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات
  1. لا أشبع منك يا حبريل ! حفظك الله و رعاك و سدد خطاك و خلد في الصالخات ذكرك