مصطفى قسيوي

 

تزامنا مع الذكرى ال12 لتأسيس حزب الأصالة والمعاصرة  ، حمل قياديون ومناضلون بالحزب الأمين العام الجديد ،عبد اللطيف وهبي ، مسؤولية ” الانحراف السياسي ”  للحزب وخلق مجموعة من ” الأعطاب التنظيمية وما صاحبها من اختلالات أفضت عمليا إلى تعطيل جزء كبير من رهانات الحزب ووظائفه، وتكريس مسلكيات غير نزيهة أعادت إنتاج ممارسات حزبية عتيقة أثرت بشكل سيء على صورة الحزب وأدائه السياسي ، وتموقعه في المشهد السياسي الوطني، ناهيك عما لحقه من تحريفية شوهت هويته التأسيسية والنضالية “.

وقال بيان صادر عن قياديين ومناضلين بالحزب،  توصلت الجريدة الإلكترونية le12.ma ، بنسخة منه، ” إن المرحلة الراهنة التي يجتازها الحزب بعد مؤتمره الوطني الرابع تجر معها جزءا كبيرا من هذه الاختلالات، وتشهد على وقائع وممارسات غير ديمقراطية تضر بمستقبل الحزب، وتعطل عمليا كل إمكانات النهوض بأدواره المفترضة في المشهد السياسي”

وفي هذا الصدد ،عبر موقعوا البيان ، عن رفضهم لما يسمى ب” التطبيع السياسي” مع الحزب الأغلبي، وتبرئهم مما أقدم عليه الأمين العام عبد اللطيف وهبي لما أسماه ب” تقديم الاعتذار عن أخطاء الماضي”، مع تحميله المسؤولية السياسية عن تبعات هذه المنزلقات ، ومؤكدين بأن هذه الخطوة تفتقد لأي أساس سياسي أو  مشروعية مؤسساتية، وأنها تترجم نزوعات ذاتية لا تحترم مقررات وتوجهات الحزب طالما أن المؤتمر الوطني الرابع لم يسفر عن أي مقررات سياسية تشرعن مبادرات من هذا النوع “.

ودعا البيان  ذاته ، ” كافة المناضلات والمناضلين للالتفاف حول المشروع السياسي للحزب، والتعبئة المستمرة من أجل التصدي لهذه الانحرافات التي تسيء للخيارات السياسية للحزب ولموقعه في المشهد السياسي الوطني “.

وأضاف البيان أنه ”  ليس عبثا، بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب ، ولا من قبيل الصدفة العابرة أو النوستالجيا الحالمة أن يعاد التذكير بالرهانات التأسيسية لنواة المشروع السياسي الذي  أطلقته ” حركة لكل الديمقراطيين”، وهو المشروع الطموح الذي أحدث حينها دينامية  حقيقية في المشهد السياسي ببلادنا، ولم ترتبط هذه الرجة فقط بطبيعة المكونات والأطر المشكلة للحركة والمؤسسة لها والمنحدرة من مشارب وتجارب مختلفة، ولا بإحالتها على تقريرين وطنيين رائدين في تاريخ بلادنا (تقرير هيئة الإنصاف وتقرير الخمسينية)، بل ارتبطت كذلك بالمنطلقات التي أسست عليها مبادرتها وبحجم وطبيعة الطموحات والتطلعات التي عبرت عنها.وفي مقدمة ذلك توطيد وإثراء خيار المجتمع الحداثي الديمقراطي  الذي  أعلنته بلادنا،و الإسهام في تحصين الاختيارات الديمقراطية ، وتدعيمها بالإصلاحات المؤسساتية والسياسية الضرورية، وترسيخ دولة الحق والقانون، والارتقاء بالممارسة السياسية والحزبية بما يضمن التوازنات السياسية المطلوبة ” .

وإذا كان تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة ، يضيف البيان ، قد جاء في ” سياق الاستجابة الموضوعية لهذه الرهانات، وفي سياق وطني استثنائي كان يساءل كل الفاعلين بغية التصدي لواقع السلبية والعدمية واللامبالاة، واختلال موازين القوى لصالح التقاطبات المحافظة والرجعية في محيط إقليمي وجهوي غير مستقر، وفي سياق الحاجة لتجديد العروض السياسية السائدة، فإننا اليوم بقدر ما نستحضر كل هذه الرهانات التاريخية ، بقدر ما نتوقف عند مجمل الأعطاب التي واكبت هذه التجربة، وما صاحبها من اختلالات أفضت عمليا إلى تعطيل جزء كبير من رهانات الحزب ووظائفه، وتكريس مسلكيات غير نزيهة أعادت إنتاج ممارسات حزبية عتيقة أثرت بشكل سيء على صورة الحزب وأدائه السياسي ، وتموقعه في المشهد السياسي الوطني، ناهيك عما لحقه من تحريفية شوهت هويته التأسيسية والنضالية، فإن المرحلة الراهنة التي يجتازها الحزب بعد مؤتمره الوطني الرابع تجر معها  جزءا كبيرا من هذه الاختلالات، وتشهد على وقائع وممارسات غير ديمقراطية تضر بمستقبل الحزب، وتعطل عمليا كل إمكانات النهوض بأدواره المفترضة في المشهد السياسي، مع ما يستتبع ذلك من نزيف داخلي وإشعاع جماهيري، فإننا نعتبر بأنه من باب المسؤولية الملقاة على عاتقنا بسط مواقفنا بشكل واضح، وفي مقدمة ذلك، الإقرار الصريح بأن الخلاف اليوم داخل الحزب ، في جزء كبير من تفاصيله، يرتبط في الجوهر بهوية المشروع السياسي الذي ننتمي إليه، وبطبيعة الأدوار التي ينبغي أن يضطلع بها  في سياق وطني يؤشر على تحولات جوهرية في طبيعة الحركيات الاجتماعية والأنساق الثقافية ومنظومات القيم، وعلى ميزان قوى سياسي يشهد على تراجع القوى الديمقراطية، ونزوع قوى الإسلام السياسي إلى الاستفراد بالمجتمع ، وتسللها الممنهج إلى دواليب الدولة والإدارة، مما يعمق لدينا المخاوف المشروعة بعدم الثقة في مسارات العملية السياسية، وعدم الاطمئنان على مستقبل الاختيار الديمقراطيببلادنا.وهو ما يطرح أسئلة متجددة على مشروعنا السياسي بعيدا عن منطق الاصطفافات الانتهازية، أو التموقعات غير محسوبة العواقب، مستحضرين دقة المرحلة التي تجتازها بلادنا وحجم التحديات المطروحة في ضوء الانعكاسات والنتائج المترتبة عن وباء كوفيد19 وما يطرحه من التزامات وتعاقدات جديدة تعيد الاعتبار لبناء الدولة الاجتماعية ” .

إلى ذلك أكد البيان ، بأن ” أي مصالحة حقيقية ينبغي أن تنطلق من إعادة الاعتبار للمشروع السياسي للحزب بوصفه تنظيما سياسيا أعلن تخندقه ضمن قوى الصف الحداثي الديمقراطي، ومشروعيته قائمة على مجموع التراكمات المنجزة والمكتسبات المتحققة بفضل نضالات الجيل المؤسس وكل الفاعلين الحزبيين أيا كان موقعهم ومسؤولياتهم، ولا مستقبل للحزب إلا بتعزيز تموقعه السياسي كقوة سياسية ديمقراطية تساهم في تحقيق التوازنات السياسية المطلوبة،  ولا يحتاج الحزب اليوم لأي إشهاد من أي جهة كانت ليضمن مشروعيته السياسية في الحقل الحزبي الوطني .”

كما إن ” التطبيع الحقيقي ينبغي أن يكون بين مناضلات ومناضلي الحزب لاسترجاع مكانته الاعتبارية في الحقل السياسي المغربي. أما الترويج لما يسميه البعض ب” أخطاء الماضي” أو التطبيع مع خصم سياسي فهو  تبرير واهم، و”تكتيك” لا يخدم في النهاية إلا الحزب الأغلبي الذي لم يتردد في الماضي إلى الدعوة  لحل حزب الأصالة والمعاصرة، كما لا يتردد اليوم بنعتهبأبشع وأحط النعوت أمام صمت من يوجد اليوم في ” قيادة” الحزب، وبالمقابل، إذا كان من اعتذار ينبغي  أن تقدمه ” قيادة” الحزب فهو الاعتذار عن تعطيل مؤسسات الحزب وتحويلها إلى وكالات خاصة في يد  بعض الأشخاص، والمس بقواعد الشرعية الديمقراطية، وتحريف النظامين الأساسي والداخلي، والتلاعب بتشكيلة وتركيبة المجلس الوطني، والاعتذار أيضا عن التحريفية التي  لحقت مشروعه السياسي ، ومست بنضالاته  و أدبياته، وتضحيات كل الأجيال التي ساهمت في انتزاع مشروعية تواجده في الحقل السياسي . ولعل من ينسى اليوم دروس الماضي، عليه  ألا يصاب بعمي الحاضر بحثا عن تموقعات فجة أو ذيلية مصلحية، كما أنه من غير المقبول المس برموز الحزب،  أو التشكيك في مشروعه لكي يؤسس البعض لنفسه “مشروعية خاصة” على حساب تاريخ الحزب ” يقول البيان .

 

التوقيعات الأولية 45 توقيعا

 

جمال شيشاوي-عدي الهيبة- فريد أمغار- ابتسام عزاوي- مراد حفيظ- نادية الرحماني-عبد الواحد زيات -عبد المطلب أعميار – حسن تايقي-سليمة فراجي- سليمان تجريني-محسن بطشي-حسن أبطوي- أحمد العمراوي- بغداد أزعوم -مريم جبارة-حليم صلاح الدين-نجيب صومعي-عبد الرحيم نفيسو-زهير أمانة الله–عائشة بنهمو-فتيح مصطفى- -نسيمة التواتي–مصطفى السباعي-هند بلعسري-خالد هنيوي-فرقان مولاي ابراهيم-محمد تعرافتي -عمر أمجاد-سارة الحلوي-عبد الفتاح بنجاخوخ-أشرف المحني-يوسف أشحشاح-عزيزادريسي-يوسف فريد- عصام أمكار -هشام كرام-ادريس كليولة.-محمد الحميتي-محمد العدناني-نسيمة التواتي-ابراهيم سهار-لحسن بولحسن-ميمون عبدالرحول-رشيد بوهدوز-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *