مصطفى قسيوي

قال يونس التايب ، الفاعل السياسي والخبير في السياسات العمومية، أن قرار الاتحاد الأوروبي بسحب المغرب من لائحة البلدان الآمنة من كورونا، قرار لا يستحق بتاتا كثرة اللغط، و لا التعليقات التي يعشق أصحابها جلد الذات باعتبار أنه ليس خبرا بالمعنى الدقيق، لأنه لم يأت بجديد مفاجئ لم نكن نعرفه مسبقا عن واقعنا الوبائي خلال الأيام الأخيرة ، فنحن، بكل شجاعة وموضوعية، نقر ونعترف أننا سقطنا في حالة من التراخي، وأصابنا العياء النفسي من هذه الوضعية غير المعتادة و غير المسبوقة، واستسلمنا للامبالاة في سلوكاتنا أمام خطر الفيروس الذي لا زال قائما، وجددنا العزيمة على استرجاع زمام المبادرة وتصحيح الاختلالات في السلوكات و في التواصل.

وأضاف  الخبير في تعليق له على قرار دول الاتحاد الأوروبي الصادر اليوم ، أن هناك اعتبارات أخرى تبين عدم أهمية هذا القرار منها أن مجموعة من الدول الأوروبية كإسبانيا و فرنسا،  لا زالت تسجل أرقام إصابات و وفيات مرتفعة ، و بالتالي، الوضع الوبائي داخل فضاء الاتحاد الأوروبي نفسه يدعو للقلق، و لا زال بإمكان الوضع الوبائي أن يتراجع ليصبح خطيرا خلال الأسابيع المقبلة.  

وأوضح التايب، أن ما يجب أن يهمنا كمغاربة ، في هذا الموضوع و في غيره من الملفات، ليس هو رأي جهات خارجية فينا و في قضايانا ، بل ما يجب أن يهمنا، بكل روح وطنية، هو ما تقرره دولتنا في قضايا واقعنا، و ما يتم اتخاذه من طرف السلطات العمومية من تدابير و إجراءات وقائية ضرورية لحماية بلادنا و مواطنينا. هذا هو الحد الأدنى المطلوب من المواطنة والاعتزاز بالانتماء لهذه الأرض و لهذا الوطن.

كما يجب أن يهمنا هو أن ننجح في استرجاع ديناميكية تواصل مجتمعي تكون أكثر قوة، و تستند إلى الثقة والتفاعل السريع، وتعزيز قدرات منظومتنا الصحية على الصمود أكثر و تعزيز الوعي لدى المواطنين بأن مواجهة جائحة كورونا بالمغرب، هي ملحمة أبناء الأمة المغربية أولا، وهم أقدر بها و أجدر برفع تحدياتها، عبر تكاثفهم وتعاونهم وتحملهم لمسؤوليتهم، وتصحيح سلوكاتهم و وقف ما يطبعها من تراخي، والصبر على بعضهم البعض في هذه المرحلة الدقيقة، والتعاون على الخير، والتآزر حتى تحقيق النصر ، و الخروج من الأزمة و تداعياتها ، يضيف الخبير في السياسات العمومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *