جواد مكرم / جريدة le12 

بينما صعق المغاربة اليوم الثلاثاء، بخبر تسجيل أكبر حصيلة وفيات بسبب فيروس كورونا عندما أعلن عن وفاة 11 مصابا خلال24 ساعة الماضية موزعين بين جهتي فاس/ مكناس، والدار البيضاء /سطات، كشف البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، في مقالة عنونها بـ”بكل هدوء …. لماذا ارتفع عدد الحالات الحرجة بالمغرب؟”، 5 حقائق مثيرة حول العودة العنيفة لفيروس كورونا.

وأرفق البروفيسور الإبراهيمي، تلك الحقائق بنتائج الأبحاث الجينية و الجينومية التي قام بها رفقة فريقه العلمي ونشرت بمجلات عالمية (انظر الصور).

لطفك يارب. تسجيل 11 وفاة خلال الـ24 ساعة الأخيرة

وجاء في تدوينة البروفيسور المغربي: “راجت مؤخرا الكثير من الفرضيات حول أسباب ارتفاع عدد الحالات الحرجة بالمغرب، و في غياب الأرقام السريرية الدقيقة، يمكن أن نعدد الكثير من الفرضيات و نمحصها. و في البداية، و عكس ما تداوله الكثيرون، ففي الوقت الراهن كل الأبحاث الجينية و الجينومية التي قمنا بها لا تشير إلى أي تنوع في الفيروس منذ و صوله للمغرب. في البحث الذي ننشر هذا الأسبوع  في مجلة الجمعية الأمريكية للميكروبيولوجيا و كذلك في بحث أخر قيد النشر (لكل الفيروسات “المغربية”) لم نجد لحد الساعة أي اختلاف كبير للفيروسات الموجودة بالمغرب،  و أن نوعياتها لا تختلف كثيرا عن الأنواع المنتشرة عالميا”.

هذه النتائج تبين كذلك أن هذه الفيروسات تنتمي إلى الفصيلة ذات الطفرة G614 التي تتميز بشراستها في الانتشار كما هو الحال في جميع بلدان العالم.

و في غياب الأرقام الوبائية المغربية الدقيقة يمكن تلخيص أسباب عدد الحالات الحرجة بالمغرب كالتالي:

1- مع رفع الحجر و ارتفاع عدد المصابين وصل الفيروس إلى الفئة الهشة صحيا من مسنين و المرضى المزمنين التي كانت محمية خلال الحجر. وبما أنه ليس هناك استثناء مغربي فكثير من هؤلاء سيطورون حالات حرجة قد تؤدي للموت.

2- بما أن الفيروس و الكوفيد صامتان في غالبية الأحيان و لا تظهر أي أعراض عند أكثر من 85 في المئة من المصابين فإن عدد الحالات المنعزلة و المعزولة تتزايد كثيرا و تصل متأخرة إلى المستشفيات و في حالات حرجة و تواجه خيار الموت.

3- بما أن الإصابات ارتفعت بين الشباب و بشكل مهول ولأسباب متعددة فلزاما ستكون هناك حالات خاصة لهِؤلاء وذلك لأسباب ذاتية و أنية في مواجهة الفيروس مما تجعلهم و رغم صغر سنهم يطورون حالات حرجة و ينقلون العدوى قبل ذلك لمخالطيهم في وضعية هشاشة.

4- كان الكل يظن أن الفيروس سيتأثر بارتفاع درجات الحرارة و نسينا انها تؤثر أيضا على الجسد البشري و تنهكه مما يجعل إصابات عادية  بالفيروس تتحول إلى حالات يصعب علاجها. فما بالك بالنسبة للأشخاص في وضعية صحية هشة…..

5- في كل بلدان العالم تبقى الطاقة الاستيعابية للمنظومة الصحية من منشئات و تجهيزات و موارد بشرية عاملا أساسيا في الرعاية الصحية و إذا ما استنفدت نصل إلى مرحلة “الانتقاء من أجل جدوى العلاج” مما يجعل الفئة الهشة تهمش و تواجه مصير الموت رغم المشكل الأخلاقي المطروح بشدة في هذا الصدد.

وبكل هدوء ….. حفظنا الله جميعا….”

*البروفيسور عز الدين الإبراهيمي مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *