بقلم: إدريس الكنبوري

الخبر الأول هذا الصباح الذي بدأت به هذا اليوم هو وفاة الطبيب المصري الذي كان يسمى طبيب الغلابة، محمد المشالي، عن 76 عاما. رحمه الله وأحسن إليه كما أحسن إلى عياله.

لا أظن أن أحدا لا يعرف هذه الصورة التي طافت العالم العربي وربما وصلت إلى العجم. عاش هذا الرجل يعالج الفقراء بثمن بخس دراهم معدودات بينما زملاؤه صنعوا ثروة طائلة بأمراض البشر، وفضل أن تكون عيادته في حي شعبي ليكون قريبا من العامة.

واشتهر أمره فهبت إليه الصحف والقنوات وطار خبره في الآفاق.

شهرة هذا الرجل وإعجاب جميع الناس به مؤشر خطير، نسأل الله السلامة.

عندما يشتهر هذا الرجل فهذا يعني أن مثل هذه النماذج تبخرت في واقعنا، وأن الأصل في الناس الفساد والانتهازية، إلى درجة أنهم وجدوا هذا الرجل فأعطوه لقبا اشتهر به، في مجتمعات تدين بالإسلام الأصل فيها أن تكون هذه النماذج هي الأصل لا العكس. ولكن المشكلة أن الفساد لم يعد مسألة أخلاق وفضيلة، بل مسألة سياسية – اقتصادية، يتم التخطيط له من فوق في العالم العربي، لأنه يتماشى مع الرأسمالية تماما.

الرأسمالية هي المنافسة والركض فوق أجساد الذين سقطوا وتحويل كل شيء إلى مادة للدخل، يستوي في ذلك المثقف والمتدين والحاكم والمحكوم وكل صنف مما تعرفون.

لذلك، لذلك فقط، كلما ظهر مصلح أفسدوه حتى يصير منهم، حتى صارت المجتمعات العربية تطرد الذين يتطهرون.
والسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *